السبت، 2 مايو 2009

من الملام 2 ؟

السؤال الذي أطرحه من جديد هو : من الملام ؟
القضية التي تخص هذا السؤال هي التطرف الذي وصلنا اليه في مجتمعنا اللبناني, تطرف لمصلحة الطائفة قبل أي مصلحة أخرى. أخص بالذكر هنا – دون أن ينفي ذلك صفة التطرف عن الفرق الأخرى - التطرف السني المعاصر عند مناصري تيار المستقبل الذي لم يكن موجودا في زمن مضى, أو على الأقل ان كان موجودا فلم يكن بذات الدرجة التي يبدو عليها في الوقت الحالي.
هذا التطرف بلغ أوجه لأسباب عديدة, وهو بان واضحا جليا في العديد من الأحداث التي حصلت منذ سنين قليلة وحتى الوقت الحاضر. جريمة حلبا هي أبرز تلك الأحداث, تلك الجريمة التي ارتكبت بدم بارد نستدل منه موت أي ضمير في نفوس الذين ارتكبوها, وموت أي احساس بالانسانية وصولا الى حد ولادة مسوخ وأدوات قتل لطالما رأينا أمثلة عنها عبر التاريخ. احدى الأحداث الأخرى هي ما حصل مع لاعبي فريق العهد عندما مر باصهم في منطقة الطريق الجديدة, بحيث تعرض هذا الباص لهجمة من قبل شباب المنطقة, الله وحده يعلم ما كان ليحصل لو لم يعمد سائق الباص الى الهروب بركابه عبر احدى الطرق.

الأمثلة عن وجود هذا التطرف كثيرة, وكذلك الأمثلة عن وجود التطرف عند الفرق الأخرى عديدة هي بدورها, لكني أخص هذا التطرف بالذات بالسؤال التالي : ما الذي أدى اليه ومن الملام في الوصول الى هذه الحال ؟
لربما البعض يذكر بعض الأحداث الذي سأذكرها هنا, والبعض الآخر ربما لا يعلم بها لكنها حصلت يقينا. ففي الزمن الماضي, كان سكان الطريق الجديدة عرضة لكل أنواع الشتائم والمسبات. ممن ؟ من جمهور النجمة الشيعي الذي كان يعمد بعد كل لقاء لفريق النجمة الى الخروج من الملعب وصولا الى طريق الجديدة, حيث يكيلون الشتائم الى سكانها السنيين – وعذرا على هذا التصنيف الطائفي – ومن الأمثلة على تلك الشتائم : يا شيعيي يا شيعيي مننا ن*** كل السنيي ...

الكثير سينتقد هذا الكلام, فربما الحقيقة تجرح. ما أريد أن أصل اليه هو التالي ...
لكل من يرفض الصلحة مع أنصار تيار المستقبل وينعتهم بالتطرف أقول :
ان هذا التطرف هو من صنع أيديكم ...
هذا التطرف هو من صنع جهل بعضكم وتقصير البعض الآخر في بناء الشباب الواعي الذي لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يكيل هكذا شتائم ومسبات ...
لذلك فمن يعتقد منكم أنه غير مذنب وأن الفريق الآخر هو من يجب أن يقوم بالخطوة نحوكم, فهو واهم.
والآن هو الوقت المناسب للتكفير عن أخطاء الماضي ...
الآن هو الوقت المناسب لطلب الصفح واحتضان أولئك المتطرفين الذين لا يقلون تطرفا عن أي فريق آخر ...
الآن هو الوقت المناسب للقول لهم :
عذرا" ... انما أنتم أخوتنا في الدين والدنيا.