الأحد، 14 ديسمبر 2008

The Lebanese Victory















When All Else Fails,
Declare Victory And Get The Hell Out ! :D

For more cartoons click Bendib cartoons

الجمعة، 12 ديسمبر 2008

الخميس، 11 ديسمبر 2008

الخلق وتاريخ الانسان على الأرض

هناك عادة في وقتنا الحاضر وهي محاولة تطويع ما جاء في الكتب المنزلة لتناسب ما توصل اليه العلم حتى الوقت الحاضر, وذلك طبعا بهدف اضفاء صفة الحقيقة على كل تلك الكتب. ما يلي لا يندرج يقينا في هذا الاطار, بل سيكون محاولة لفهم بعض آيات كتاب المسلمين, مع التشديد على أن ذلك سيكون في ضوء اكتشافات علمية ثابتة وليس بتاتا في ضوء النظريات العلمية التي يمكن أن تتغير بتغير الزمن.
الاكتشاف المعني في هذا الموضوع هو اكتشاف بقايا لأنس أو بالأحرى مخلوقات قريبة من الانسان يعتبر العديد أن الأخير انما تطور منها عبر مراحل متعددة. أما الهدف فهو محاولة فهم بعض الآيات التي ربما كانت غامضة في الماضي وقد تكون جلية في الحاضر في ظل هذه الاكتشافات, والله أعلم.


أبدأ من خلال آيتين لهما معاني وأبعاد خفية ومهمة بنظري وهي :
لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم
ثم رددناه أسفل سافلين

تقول الثانية على لسان الله أنه قد رد الانسان الى الأسفل, ونستطيع أن نفهم منها الى حد ما أن الانسان قد رد الى الأرض, فالأرض بطبيعتها المعنوية قبل طبيعتها المادية هي في مستوى سفلي بالنسبة للسماء, كون آدم تبعا للرواية الدينية قد عوقب بالطرد من السماء والنزول الى الأرض.
والاستنتاج المهم الذي نستطيع أن نصل اليه هنا هو أن الانسان كان موجودا في الأرض قبل عملية الخلق بأحسن تقويم, كونه قد رد اليها. أما بالنسبة للآية الأولى فنستنتج منها بضوء الآية الثانية أن تلك العملية لا تعني بدء جنس الانسان تماما لأنه كان موجودا قبلها, اذا" هي تعني تحسين جنس الانسان وذلك واضحا في عبارة "أحسن تقويم". ويقول الكتاب على لسان الله في مكان آخر أن هذا المخلوق الجديد الذي هو انسان أكثر تطورا مما كان عليه في الماضي انما اسمه "بشر", تقول الآية بالتحديد :
اذ قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من طين
اذا" يمكننا القول الى حد ما أن الانسان قد يكون فعلا قد تطور من طبيعة قديمة متخلفة الى الطبيعة الحالية المتطورة, بفعل الهي يمكننا(مع الشدة على الكاف) من فهم ذلك التطور الى حد ما, فقد يكون من الصعوبة الاقرار بتطور كائن ما دون حصول حدث طارئ في بنيته شكل الشرارة التي ساهمت في بدء تطوره رويدا مع الزمن. في ضوء ما سلف يمكننا أن نصل الى نظرية أخرى تتعلق بذلك وهي أن الانسان القديم قد تزاوج مع الانسان الجديد ليمكنه ذلك مع الزمن من أن ينتقل عبر مراحل عدة الى طبيعة أسمى من التي كان عليها. ويبقى ذلك مجرد نظرية لكون نسل كائنين ذي طبيعة مختلفة عقيما غير قادر على التناسل فيما بعد على حد قول العلم, مما قد يطرح اشكالية تحد من فرص الانسان في التكاثر في ضوء النظرية السالفة, ولكن يبقى ذلك برأيي أكثر عقلانية من أي نظرية تقول بتطور كائن ما دون عامل محفز لهذا التطور, سيما وأنه لا بد من الرجوع الى فكرة الخلق للأصل الذي تطور منه الانسان وخلق الحياة بشكل عام, اذا ما أردنا أن نبرر وجود هذه الحياة تبريرا يكون الأقرب الى العقل من أية نظريات أخرى كتلك التي تعتمد على الصدفة.


وبالنهاية تجدر الاشارة الى أن كل ما ورد آنفا ما هو الا نظرية كونها عقلي في اطار ما نملك من معلومات وفي ضوء ما جاء في كتاب الله, وهي طبعا لا تعبر ضرورة عن حقيقة ما يقوله الدين الأصيل في الخلق, والتي قد لا يعلمها الا الله تعالى.

كتبت بتاريخ الثلاثاء 10 كانون الأول ديسمبر 2008

مناقشة الموضوع هنا

الأحد، 7 ديسمبر 2008

معاناة غزة - Gaza Struggling


مع انقطاع الكهرباء وتفاقم العجز في الإمدادات الضرورية تزداد معاناة السكان في قطاع غزة.
وأطفال غزة الخدج أقل سكانها قدرة على تحمل آثار الحصار المفروض عليها.
فإمكانيات مستشفيات القطاع لا تفي باحتياجات الحالات الحرجة في الأوضاع الطبيعية.
فكيف وفرص الاستعانة بالمستشفيات الخارجية معدومة؟



As the sun beat down on the city's central market, Khitam Shahleen, 37, glumly picked through a pile of cheap pencil sharpeners, searching for something -- anything -- she could afford to buy her two sons for the start of the new school year.
"We don't have money," Shahleen said, eyes downcast beneath her head scarf. Her husband, who works as a laborer in Israel, has been trapped inside the Gaza Strip by a blockade. "We are imprisoned here," she said.
The war in southern Lebanon has overshadowed Israel's second front, a military and economic siege of the Gaza Strip that is deepening the poverty and desperation in this dense area of 1.4 million people

السبت، 6 ديسمبر 2008

الجمعة، 5 ديسمبر 2008

Slipped Away



Dedicated To All Those Who Lost Dear Persons
Song By Avril Lavigne


I miss you, miss you so bad
I don't forget you, oh it's so sad
I hope you can hear me
I remember it clearly

The day you slipped away
Was the day I found it won't be the same

I didn't get around to kiss you
Goodbye on the hand
I wish that I could see you again
I know that I can't

I hope you can hear me
cause I remember it clearly

I had my wake up
Won't you wake up
I keep asking why
And I can't take it
It wasn't fake
It happened, you passed by

Now you are gone, now you are gone
There you go, there you go
Somewhere I can't bring you back
Now you are gone, now you are gone
There you go, there you go,
Somewhere your not coming back

The day you slipped away
Was the day i found it won't be the same

الأربعاء، 3 ديسمبر 2008

الاثنين، 1 ديسمبر 2008

باسم مساكين الكون ...

اللهم يا من كل من في السماوات والأرض لك يخضع, ويا من كل بشر في يوم القيامة من هيبتك يجزع, ويا من كل كافر بك وجاحد بنعمتك عن الصلاة يمنع, ويا من كل حكيم من حياض علمك بمشيئتك يرتع, ويا من كل ظالم في يوم الدين من حسابك يهلع,
قد سألتك يا الهي في يوم من الأيام :
الى متى سيظل الموكب سائرا في الظلام الى مصير محتوم ؟ والى متى سيظل البشر يهللون لمن الشر في قلبه مكتوم ؟ والى متى سيظل ينزف دون أن يسعفه أحد المظلوم ؟

اللهم لا آبه بما يقول البشر,
ولا أكترث بأساطير البدو والحضر ...
فان كانوا يرون في الحاحي اجراما,
فقد وجدت فيه آمالا والهاما,
آمالا لكل من ظلمته الدنيا بأيدي البشر,
والهاما أن ما من أمل في قلوب قست كالحجر ...
اللهم ففي غيرك ما هناك من أمل,
والأمل هو أن ينقضي الأجل.
اللهم في هذه الدنيا ليس للمسكين من أمان,
فأما سفينة الساعة فهي توصله الى بر الأمان ...
اللهم باسم من على الأرض من مساكين,
باسم المقهورين والمضطهدين والمظلومين,
باسم الأرواح السرمدية المنتظرة يوم الدين,
أسألك يا الهي سؤال التواقين,
سؤال من قد أعياه جهل الجاهلين,
وظلم الظالمين وكفر الكافرين,
بك وبجميع عبادك المؤمنين والصالحين,
أن تضع حدا لنحيب الأرض ...
اللهم أوح للأرض الزلزلة الكبرى,
لتحل مكان ترهات البشر العدالة العظمى ...
اللهم ولم يعد لأي أنس من حجة,
فمن آمن وعمل صالحا فلنفسه,
ومن كفر وعمل شرا فعليها ...
اللهم فلتكن الساعة قربية باذنك,
وعندئذ يكون المؤمنون آمنين بفضلك,
فلم يعد من حل لمعضلة الانسان,
الا أن يمحى من هذه الدنيا أثر الانسان,
ﺇنه كان جهولا ...

اللهم أعلم جيدا أن دعائي قد قصر فيه قلبي, أفلا تلين يا الهي القلب الذي انعصر يوما في محبتك ؟ اللهم أسألك أن تعيد لي يقين نفسي وايمان روحي, كما كانت في قمتها منذ سنين قليلة, فعسى أن أجد مجددا الملاذ في الدعاء اليك ... وﺇن تفجر دعائي مجددا من ينابيع توحيدك بذات الصدق والطهارة السالفين, فعسى أن تجيبني هذا الدعاء, فيجد من يستحقه السلام الأبدي, ويعيش كل من سول له عقله أن يظلم ... الخزي العظيم.

فلتمر الأرض باذنك يا الهي المور العظيم,
والى ذلك الحين ﺇنا منتظرون,
وأنت على كل شيء قدير ...

كتبت بتاريخ الاثنين 1 كانون الأول ديسمبر 2008

الخميس، 20 نوفمبر 2008

War On Error















Well, how about a war on Error ? :D

For more cartoons click Bendib cartoons

الأربعاء، 19 نوفمبر 2008

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2008

Israel using phosphorous bombs in Lebanon




The Israeli government has admitted for the first time that it used controversial phosphorous bombs during its 34-day war campaign in Lebanon.
Cabinet Minister Jacob Edery confirmed that the army had used the bombs to attack "military targets" during its war with Hizbollah in July and August. Previously, Israel had said the bombs had only been used to mark out targets.
During the conflict, doctors in Lebanon reported treating civilians who appeared to have been hit by the shells, which leave their victims with severe chemical wounds that can be fatal.
The reports led the Lebanese President, Emile Lahoud, to accuse Israel of breaching the Geneva Convention, which bans the use of white phosphorous both as an incendiary weapon against civilians and in air attacks against military forces in civilian areas. Yesterday, reports in the Israeli daily newspaper Haaretz revealed that Mr Edery confirmed to parliament last week that it had used the bombs during its operations this summer.
He did not, however, provide details on whether it had been used in any civilian areas, but maintained that the weapons had been used "according to international law".
Speaking on behalf of the Israeli Defence Minister Amir Peretz, Mr Edery said: "The Israeli army holds phosphorous munitions in different forms. The Israeli army made use of phosphorous shells during the war against Hizbollah in attacks against military targets in open ground."
Many human rights or-ganisations, including the International Red Cross, have pushed for a complete ban on using the bombs on any human, rather than the protections towards civilians currently afforded by the Geneva Convention.
The admission of the use of the bomb comes as a 12-year-old boy was killed in Lebanon after ordnance from a cluster bomb exploded in his village in Halta, in southern Lebanon.
Rami Ali Hussein Shibly was picking olives in his village when the bomb exploded, injuring his younger brother, according to security officials.
His death brings the total number of recorded victims of cluster bomb explosions in Lebanon since the conflict began to 21, with another 100 injured, according to the United Nations. Israel has been accused by both the UN and human rights groups of firing up to four million cluster bombs into Lebanon during its war with Hizbollah, which ended in a UN-brokered ceasefire on 14 August. UN de-mining experts say up to one million of the cluster bombs failed to explode immediately and continue to threaten civilians, especially children who can mistake the ordnance for batteries or other small objects.
Earlier this month, the British charity Landmine Action warned that the number of civilians falling victim to cluster bombs would rise as people from southern Lebanon return to their homes following the ceasefire.

Copyright 2006 Independent Newspapers UK Limited
Provided by ProQuest Information and Learning Company
All rights Reserved

SOURCE

الخميس، 13 نوفمبر 2008

الحقيقة والعلم

"كل ما أعلمه هو أني لا أعلم شيئا",
"الكثير من التأمل وليس الكثير من المعرفة, هذا ما يجب أن نطمح اليه".

مؤسف جدا هو الوضع الذي وصلت اليه البشرية في الوقت الحالي, والأشد أسفا هو عمي معظم البشر عن الأسباب الرئيسية التي أدت اليه وتغاضي البعض القليل الذي يعلم بتلك الأسباب. اليقين في نظري هو أن سبب الويلات كلها انما هو الجهل الذي أصبح حال كل انسان, وادعاؤه مع ذلك للعلم. والحق أنه لو فقهت الشعوب حكم الغابرين حول الحقيقة والعلم, كاللتين جاءتا في المطلع -الأولى لسقراط والثانية لديموقريطوس- لتفادت تلك الشعوب وقوعها في شرك المضلين, سواء كان الأخيرون واعين وقاصدين لاضلالها أو لم يكونوا كذلك.

في ما يتعلق بالعلم فلا أحد ينكر أن ما يعلمه البشر حول الأسرار المادية للكون -أو بالأحرى ما يظن أنه يعلمه- انما هو قليل جدا مقارنة بمجموع الأسرار بأسرها, بل ان مقدارها هو لا نهائي ما من أنس بامكانه أن يحيط علمه بكامله. فعلى سبيل المثال, يقر العلماء الفلكيون أنه كلما زادت تقنيات العلم التي نملكها والتي نظن أنها سوف تساعدنا في الكشف عن المزيد من المجهولات, فهي في الحقيقة تكشف النقاب عن مجرات جديدة لا تحصى يزداد معها المجهول بشكل كبير.

لكن المهم ليس هنا, فالكل يوافق على هذه النقطة, بل المشكلة الأساسية هي في ما نظن أننا نعلم وفي العناد عليه كما لو أنه حقيقة مطلقة. فالأكيد أنه يخفى على معظم الناس أن ما يظنون أنهم يعلمون قد يكون بعيدا كل البعد عن الحقيقة, بل يمكنني الذهاب الى حد القول أنه في الكثير من الحالات ان لم يكن معظمها -باستثناء العلوم الوضعية التي لا تهدف الى دراسة الماديات الكونية كالرياضيات- فان العلم لن يصل بتاتا الى الحقيقة المطلقة مهما طالت مدة الأبحاث التي تطال هذا العلم, أعني بهذه الحقيقة علم الله نفسه للكون الذي خلقه. أعظم مثال على ذلك نجده في العلوم الفيزيائية بحيث بقيت النظرية الميكانيكية الكلاسيكية التي وضعها نيوتن بمنزلة المسلمات الى أن جاءت نظرية النسبية لأينشتاين لتنسفها نسفا كاملا. أما الآن فالأخيرة هي السائدة الى أن تأتي نظرية ثالثة لتنسفها هي الأخرى. قد لا يكون هناك نظرية ثالثة وقد تكون النسبية الأقرب الى الحقيقة, ولكن ليس هناك أي يقين في ذلك.

ويعود استحالة الوصول الى الحقيقة المطلقة في نظري الى طبيعة الانسان القاصرة أمام طبيعة الله, فالعقل البشري محدود القدرات لذلك احتاج الى زمن طويل للوصول الى التطور السائد في العالم حاليا. وفي اعتقادي أن هذه هي سنة الله, فليس من المفترض أصلا أن يصل الانسان الى أكثر من الحد الأدنى من العلم الذي يسمح له بالاستمرار في الحياة والا فلو كان نطاق علم العقل البشري غير محدود, لتمكن الانسان من بلوغ حدود الالوهية. من هنا نرى أن نظرية نيوتن كانت صالحة لفترة طويلة من الزمن, وقد مكنت الانسان من فهم نسبي للمحيط الذي يعيش فيه ومن الاستمرار, بينما كانت الحقيقة أنها ليست سوى حالة استثنائية محدودة بالنطاق الأرضي لنظرية النسبية الأوسع والأعمق والتي سمحت للانسان أن يفهم ما هو أبعد من الأرض وهو الفضاء الخارجي.

ولكن يبقى هنالك سؤال مهم, مهما كان علمنا قريبا أو بعيدا من الحقيقة, وهو : هل هدفنا الأساسي كجنس بشري هو السعي الى العلم, لا سيما الكثير منه ؟
الحقيقة هي أني أميل الى ديموقريطوس ميلا عظيما, من ناحية السعي الى التأمل الكثير وليس العلم الكثير وذلك لسببين.
الأول ورد في ما قبل وهو محدودية الحقيقة الكونية التي يمكن أن يصل اليها الانسان في سعيه. ومهما بلغت لهفته لاكتشاف المزيد سيبقى الكون عصيا على عقله, ولن يصل أبدا الى التحكم به والتمرد على القوانين التي تحكمه, حتى لو وصل الى مرحلة ظن فيها أنه يفعل ذلك. والثاني هو أن هذا السعي اللجوج انما هو يعيي بصائرنا عن أمور أكثر أهمية. فالسعي الى اكتشاف الكون يلهينا عن الحفاظ على ما نمتلكه وهو الأرض. مثل المستقبل الباهر الذي يحلم به الانسان كمثل دلو يحمله ويسعى الى ملئه بأسرع ما يكون, ولكن يخفى على الانسان أن هذا
الدلو مثقوب وأن كل ما يملؤه فيه انما هو هباء منثور. الأحرى بالانسان أن يصلح الثقب قبل السعي الى ملئ الدلو, أي اصلاح الأرض والحفاظ عليها قبل التفكير بغزو أي فضاء.

كان هذا الحديث عن العلم المادي أي السعي الى فهم الكون, وما هو الا مثال على ضرورة تقدم التأمل على العلم والمعرفة, والحقيقة هي أن هدفي لا يتناول العلم المادي بل هو أبسط من ذلك بكثير. انه يتناول الأفكار البسيطة التي نؤمن بها في حياتنا اليومية وفي معتقداتنا كمسلمات غير قابلة للنقاش. المصيبة الأولى هي أن معظم هذه المعتقدات لم نسع حتى اليها سعيا علميا يسلكه كل من يبحث عن الحقيقة, بل قد تم تلقيمنا اياها كما كانت هي حال أجدادنا, وصولا الى الأنس الذي وضعها اما بناءا على معطيات أو تبعا لأهوائه. وفي كلتا الحالتين فنحن لا نعلم كيف وضعها ولماذا, بل نؤمن بها كما لو كانت قوانين الهية. المصيبة الثانية هي كون معظم هذه المعتقدات تدميرية تحرض على الانقسام والصدام, والدلائل على ذلك لا تحصى في تاريخ البشرية, من صراعات كان أساسها عناد كل فريق على ما يملكه من معتقدات دون الاحتكام الى العقل والى التأمل في الظروف.

في النهاية قد أملك الجرأة للقول أني على يقين في هذا الموضوع. فالتأمل الكثير أجدى من العناد على ما نظن أننا نعلم, بل الذي يدعي أنه يعلم الحقيقة هو أقرب الى الجهل منه الى العلم. ولو تأملنا جيدا لأدركنا أنه للوصول الى يقين ما, فلا بد من اتباع الشك أولا, وللأسف فقد حل مكانه عند معظم البشر العناد ولا شيء غير العناد. مع الاشارة أني لا أشير الى ضرورة التمرد على كل ما نملك من معتقدات, بل الى ضرورة اخضاع هذه المعتقدات الى محاكم عقولنا لنتبين عندها مدى صدقيتها, والباطل يبين من النظرة الأولى.

يا بني الانسان ...
تأملوا جيدا تعلموا أنه ما من يقين في هذا العالم الا الله سبحانه وتعالى. أما بالنسبة للعلم, فأقربه الى الحقيقة هو الأكثر بناءا وبالطبع ليس الأكثر تدميرا. والسلام.

كتبت بتاريخ الخميس 13 تشرين الثاني نوفمبر 2008

مناقشة الموضوع
هنا

السبت، 8 نوفمبر 2008

نحو فهم القدر - الانسان مخير أم مسير ؟

لطالما شعرت بالذهول كلما فكرت بالقدر.
فعندما ينجز امرؤ ما رواية يرسم فيها مسار شخصياتها, تتوالى عليه التهاني ويعلو شأنه في نفسه كما لو كان الانجاز غير مسبوق, فكيف اذا نظرنا الى انجاز القوة العظمى في هذا الكون لرواية ليس لها مثيل هي رواية البشرية بالمليارات من أفرادها الذين توالوا على الأرض منذ آدم أول البشر حتى الوقت الحالي.
السؤال الأهم هو : هل تتعارض فكرة القدر مع عدالة الله ؟
فالبعض يقول أنه ان كان مقدرا لأنس أن يختم مشواره في الدنيا وهو كافر, فأين العدالة ان كان قد كتب عليه أن يكون كذلك ولم يكن له الخيار. والبعض الآخر يقول أن الانسان مخير دون أن يوفق في ربط ذلك بالقدر على الأقل ليس بقدر عال من الوضوح. الحقيقة هي أني أميل الى الفئة الثانية والهدف هو الوصول الى فهم أعمق لفكرة القدر والتوفيق بينها وبين تخيير الانسان في اعماله. اذا ما أردنا أن نتصور القدر بما نملك من مفاهيم وادراكات, لكان خريطة عظيمة التشعب ليس بامكان أي أنس أن يفهمها أو يحيط علمه بكاملها. الخريطة مكونة في لحظة ما من خطوط عريضة بالمليارات يمثل كل منها مسار فرد من البشر منذ ولادته الى اللحظة المشار اليها. كل تلك الخطوط متشابكة مع بعضها نظرا لتشابك حيوات البشر, وكل نقطة منها تشكل زمنا ما بكل تفاصيله من مكان وظروف أخرى, وتشابك خطين عريضين على سبيل المثال يعني اجتماع فردين في زمن ما, مما يعني في مكان وظروف معينة. كذلك فاقتراب خطين من بعضهما يعني تقارب الظروف التي يعيشها الفردان واذا كان التشابك والاقتراب كثيري الحدوث فذلك لا بد أن يعني أن للفردين صلة قرابة أو صداقة, واذا كانا دائمين فلا بد أن الفردين هما في الحقيقة زوجان.


بالعودة الى الخريطة, فالخط العريض يرمز اذا الى حياة الفرد السابقة للحاضر, ونهاية الخط التي هي عبارة عن نقطة كبيرة فهي ترمز الى الحاضر. انطلاقا من تلك النقطة هناك العديد من الخطوط الرفيعة الموصولة بها التي تمثل المسارات المحتملة للفرد في المستقبل, واستحالة أحد الخطوط الرفيعة الى امتداد للخط العريض ما هو في الحقيقة الا اختيار قام به الفرد في الحاضر, فتعدد الخطوط الرفيعة المنطلقة من نقطة الحاضر هي افساح للمرء ليختار, أي أن الانسان مخير وليس مسيرا. فالأمانة التي حصل عليها الانسان من الله هي الحكمة والعقل, والوصية التي أوصي بها هي أن يتبع سبيلا معينا الذي هو بكل بساطة السبيل الأفضل أيا كانت تسمياته سواء قلنا سبيل الله أو صراط الحق أو الصراط المستقيم ... والحقيقة هي أن الأمانة مسؤولية كبيرة فمن يتجاهلها أو لا يستخدمها بشكل صحيح يهلك, وما من أحد يستطيع أن يخرج من متاهة القدر -الخريطة- بسلام الا باستخدام عقله وحكمته مهما كان قدرالحكمة التي يملكها صغيرا.
قد رمي الانسان في متاهة ووهب أداة هي العقل تمكنه من اجتياز المتاهة. بالطبع ما من انسان يستطيع أن يتبع الصراط المستقيم بكامله, فما من انسان معصوم كي يقوم بالخيارات المناسبة في كل لحظة, وما من انسان يعلم الغيب كي يعلم بالتالي ما هو الخط الرفيع الأمثل الذي يؤدي الى النجاة. ولكن الحقيقة هي أن النجاة ليست في اتباع صراط الحق بكل نقاطة الكبيرة, بل في الرجوع الى ذلك الصراط كلما ارتأى المرء بحكمته أنه ابتعد عنه. النجاة ليست في عدم ارتكاب الأخطاء بل بتصحيح الأخطاء المرتكبة للعودة الى السبيل الأفضل والأمثل. اما الموت فما هو الا الوصول الى نقطة ما, ينتهي عندها الخط العريض وتنتفي بعدها الخطوط الرفيعة. انه نقطة النهاية لفرد ما في الخريطة العظمى التي هي القدر. وأما ولادة طفل جديد فما هي الا بداية خط عريض جديد –حياة جديدة- من نقطة ما, تنتمي الى خط عريض آخر يرمز الى حياة الأم.

وبالنهاية نصل مع هذا التصور للقدر الى فهم آيتين من كتاب الله, رأى فيهما بعض العميان والجاهلين فوزا لهم لاعتقادهم أنهم وجدوا اختلافا في الكتاب, والآيتان هما في سورة النساء :
4-78 : ان تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وان تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله
4-79 : ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك

الآية الأولى تقول أن كل شيء من عند الله فهو الذي وضع خريطة القدر وهو الذي بدأ كل شيء, اذا فالكل من عنده. كل ما يحدث للمرء من حسنات وسيئات هو حدث بحد ذاته ينتمي الى زمن ما, أي الى نقطة ما في الخريطة التي وضعت من قبل الله, اذا كلها من عند الله "بالأصل" مما قد قد يفسر اتيان هذه الآية قبل الثانية التي تقول أولا أن ما يحدث من حسنة فمن الله, وهذا أكيد فان وصل بشر الى نقطة حسنة في حياته نظرا لحكمته ورزانته فذلك لأن الله أوجد تلك النقطة في الخريطة. وثانيا تقول الآية أن ما يحدث من سيئة فمن المرء نفسه, وهذا طبيعي فلو استخدم عقله جيدا لاتخذ الخيارات المناسبة ولاتبع الطريق الأمثل لتوصله الى الخير والحسنة.

اذا ما من اختلاف في الكتاب ولكن للأسف فبعض الناس لا يفقهون حديثا ولن يفهموا الكتاب ولو بمليون عام. والخلاصة هي أن الله يأبى للانسان الشر ويأبى له الهلاك, فان أراد هذا الأخير النجاة كل ما عليه أن يقوم به هو استخدام عقله وحكمته للقيام بالخيارات المثلى. واذا كان هناك من أحد يلام على رداءة الموقف التي وصلنا اليها فهو الانسان نفسه. فهل يعود كل بشر الى صراط الحق كي نصل الى النجاة ؟


وفي الختام سيبقى بعض الأشخاص يأبون الا أن تعلو أصواتهم على كتاب الله ليقولوا العديد من الأشياء. الأهم أنهم سيقولوا أن الله يعلم كل شاردة وواردة وبالتالي يعلم كل ما قد يتخذه البشر من خيارات وبالتالي يعلم مصير كل انسان لأنه يعلم الغيب. لهؤلاء أقول :
أولا أتلومون الله لأنه عليم بالأمور ولا تلومون أنفسكم لارتكاب الأخطاء ؟
ثانيا أتتوقعون من الله بعد علمه بمصائر الناس أن يتدخل كي ينقذ جاحدا لنعمته من الهلاك ؟
أيستحق هكذا امرئ أن ينقذه الله ؟
والسلام .


كتبت بتاريخ الاثنين 6 تشرين الأول أوكتوبر 2008

مناقشة الموضوع
هنا

ماذا أقول ؟

ماذا يمكنني أن أقول ؟
بعد كل الذي حصل معي, وبعد كل الكلمات التي نطقتها حتى الآن, يبدو اللسان عاجزا عن نطق المزيد والقلم محتارا أمام الصفحة البيضاء. لكني واثق أن هنالك كلمة لا بد من قولها, ولا جرم أن العقل خليق بهذه المهمة.
اذا فلنحكم عقلينها يا صديقتي ...
الحق هو أن مشاعري لم تتغير, لأنني وجدت في هذا الموقف الوحيد أن قلبي هو الحاكم دون العقل. ولكوني خسرت الكثير حتى الآن في سبيل هذه المشاعر التي أحملها,
فلست بوارد أن أتخلى عنها بهذه السهولة. بالعودة الى لغة العقول, تيقني يا صديقتي أن صداقتنا باقية أبدا ما بقي الليل والنهار على الأقل من جهتي, لأنها بكل بساطة خليقة بذلك. بالنسبة لي ستبقين دائما تلك الفتاة التي أسعدت نفسي ووقفت بجانبي عندما كنت وحيدا في وجه مكر العالم بأسره, وفي الوقت الذي كاد به الدهر كيده العظيم.
فلنترك مسار الامور الى القدر, فان شاء الله لنا ما هو أعظم من الصداقة كان به, وان سارت الأمور عكس ذلك فاعلمي يا صديقتي أن ما بيننا سيبقى له شأن عظيم في نفسي, كيفما كان ...

كتبت بتاريخ الثلاثاء 3 حزيران يونيو 2008

ولو مرت عصور ...

خطفت الثواني أنفاسي يوما
حملتها بعيدا عن متناول البصر ...
طفقت أبحث عنها هائما ...
وفي بالي الكثير مما خطر
على أذهان ترسم ثغورا ...
وتودعها قصائد وملاحم ...
أتعلمين أين ألفيتها ؟
ألفيتها تسترق النظر ...
الى قلب حبيبة قد ذاب شوقا
اليها قلبي, ولو أحزنته لوائم
فحملت لي أنفاسي رسائل
فاضت هوى وعبقت آلاما
من حسرة البعاد ومرارة الزمن,
وأسرت لي من نبضات القلب ...
تلاحق أطيافا خالدة الذكرى
في وجدان الطبيعة وغنج الزهور ...
أن حبنا لا يموت ولو مرت عصور ...
بل يقوى رغم جنون القدر ...

كتبت بتاريخ الأربعاء 7 آذار مارس 2007

مجنون أنا

مجنون أنا ...
مجنون أنا يا بني الانسان ...
مجنون أنا لأني أبصرت فوجدتكم أسرى الجسد ...
مجنون أنا لأني شاهدت فألفيتكم تمقتون الغد ...
مجنون أنا لأني تأملت الكون فأبيت الا أن أكون العبد ...
مجنون أنا لأني تفكرت فما استكبرت بل كنت ممن للرحمن سجد ...
مجنون أنا لأني اكترثت فحزنت وسألت الله : متى ينتهي الأمد ؟

مجنون أنا يا بني الانسان ...
مجنون أنا لأني أحببت وفي سبيل الحب قاسيت الهوان ...
مجنون أنا لأني كرهت كل ما تحبون من زوان ...
مجنون أنا لأني حلمت بالوحدة بين بني الانسان ...
مجنون أنا لأني ناديت باللقاء وسماحة النسيان ...

مجنون أنا يا بني الانسان.

كتبت بتاريخ السبت 17 شباط فبراير 2007

هل يستفيق البشر ؟

هي رمال متحركة قد سقطت فيها.
يا لسخرية القدر !!
أن أصل الى حد الملل من الملل,
أن أجد اللذة في انعدام اللذات ...
والسلام في الشقاء ...
وفرحة النجاح في الفشل ...
أن أحب دون أن ألقى الحب ...
أن أتخذه أميرا دون أن أعرفه ...
كل كلمة يلفظها اللسان,
وكل حركة تهوي الى وادي النسيان,
هي الموت في الرمال ...

آه منك يا قدر !!
لقد أذهلتني ...
لقد أدهشتني ...
فقد أضحكتني حتى مللت الضحك ...
سبحان الله الذي قضى وأمر ...
وقال كن فكان البشر ...
سبحان الذي قضى بك يا قدر ...
قد جعلت لي خليلا الوطر ...
فسافرت حتى أنهكني السفر ...
ألا تقول لي متى ينهمر المطر ؟
ومتى يستفيق البشر ؟
هل سينشق القمر ؟
أم سيستفيق البشر ؟
هل سيهوي الشجر ؟
أم سيستفيق البشر؟
هل سيفنى الحجر ؟
أم يستفيق البشر ؟

كتبت بتاريخ الثلاثاء 13 شباط فبراير 2007

حياتي وقلبي

ورقة اصفرت مع زوبعة الرياح, فسقطت صريعة في ساحة الحياة ...
زهرة التوت في حديقة الدهر, فسجدت خاشعة لملك الزمان ...
كلمة لفظت مع حملات الثواني, فتاهت وحيدة بين ثرثرات البشر ...
لوحة رسمت بريشة القدر, فصلبت مظلومة على الجدران ...

فارس قد أثخنته الجراح, فهوى مدميا عن الجواد ...
باسل قد تلقى الرماح, بصدره ليأبى الانقياد ...
قادم من بلاد نائية, غريب هاجر دون عتاد ...
شاعر قد شهر القافية, فأبى أن يعلن الحداد ...
على الحب والسلام ...

تلك هي حياتي, وذاك هو قلبي.

كتبت بتاريخ الاثنين 12 شباط فبراير 2007

سامحيني ...

أتعلمين ؟
ان أغلى ما أملك هي أحلامي
موطن آمالي وبلسم آلامي ...
فان رمقوني بنظرات الحقد
وأخذوني بمنزلة الوغد
ان قلدوني أوسمة النذالة
واتخذوني موضعا للسخرية
ان سلبوني الخلوة والحرية
تبقى أحلامي عصية
على كفر الكافرين
وظلم الظالمين
وجهل الجاهلين ...

تبقى خالدة في ذرات الهواء
في الأثير والسماء
مع هبوب الرياح
وهطول الأمطار ...
حلم الوحدة والوئام
والايمان والسلام ...
أحلام ما يحصيها بشر
تتهادى في الفكر
وتترنم في الوطر
وسيبقى الحلم الأعظم
أن أحظى بنظرة الرضا
من أميرة ملكت قلبي وفكري
بكلمات أودعتها الروح الجميلة
أمانة في روحي وهبة لنفسي ...

سامحيني ...
أنا الذي قدست أحلامي أعظم من كل شريعة,
لو كنت أعلم أني في يوم سأخذل أحلاما,
لصلبت نفسي على صليب الوحدة الأبدية
لمنعت عنها الحب غذاءا والعشق سلاما ...
أي طريق هي طريق العودة ؟
هل أتخذ خليلا من افترى علي ؟
أم أمجد من ظلمني وظلم البشرية جمعاء ؟
نظرت في وسط الصحراء أتبين في الأفق البعيد,
أي طريق هي طريق العودة,
فلم أجد آثارا للطرق ...
ان كتب علي الهيام في هذا المكان,
لأهيمن الى الأبد ولأعشقن حياة البؤس ...

سامحيني ...
وددت لو تجدين السعادة بقربي,
لكن أخاف ألا تجدي سوى بقايا انسان,
وقلبا قد مزقته أنياب الزمان ...
فما من عودة الى أنقاض حياة,
فاما أن يبين ما قد خفي
وينظر الي الله,
واما أن أجد السلام
في الوحدة والشقاء ...
ما ترضى الذئاب لي أن أعيش,
فهنيئا لها شرورها ...
وهنيئا لي ...

سامحيني ...
ان رفضت الكلام بعد الآن,
فقد أصبحت الكلمة سيفا يسلط ...
وان غطست في الصمت الأبدي
ففيه أناشيد الثورة ووعد الآخرة ...

كتبت بتاريخ الأحد 4 شباط فبراير 2007

عاشوراء

هي ذكرى تذوب لها القلوب كل سنة وتخشع لها العقول. عاشوراء ... الشهادة الأسمى في سبيل الحق والاسلام.
قال أحد الشبان المسيحيين مرة : "في عاشوراء أعشق أن أكون شيعيا".
انها حقيقة حلوة ومرة في آن, أن عاشوراء أضحت مناسبة اجتماعية ثقافية شيعية ... حلوة لأنها تروج لثقافة الشهادة في سبيل الحق بهيبة ووقار, وتجمع المسلمين في المجالس في زمن الفرقة والتباعد. في هذا الوقت تتشح الدنيا بالسواد ويعلن البشر الحداد ...
تغطي عصبات "لبيك يا حسين" جبهات الأطفال, وتجهز السيوف لضرب الرؤوس وتسييل الدماء.
انه مهرجان مهيب شيعي بامتياز, يتمنى كل امرئ أن يشارك فيه سواء كان شيعيا أم لم يكن ... لكنها أيضا حقيقة مرة أن المناسبة أصبحت جماعية دون أن تكون فردية, يصطف الرجال على الأرض يستمعون الى الرواية المبكية فيجهشون في البكاء. أما من أحد منهم يجلس في الخلاء بعيدا عن أبصار الناظرين وآذان السامعين, وفي الصمت المطبق يتفكر في مصاب الحسين ويبكي بكاء الأطفال على خذلان الحق وانتصار الفجور على الاسلام ؟ أليس من المؤسف أن يعمد قوم الى الروايات المبكية التي قد تكون لا تمت الى الواقع بصلة, لحفظ قضية كقضية الحسين ؟ لقد شهدت عاشوراء سنينا عديدة, وكنت كالباقين أعيش أياما قليلة من الحداد ثم تسير القافلة بعد ذلك كأن شيئا لم يكن, وكم من مرة عمد بعض الذين شهروا السيوف وأسالوا الدماء, بعد الحداد الى أعمال غريبة عن عاشوراء وعن شهادة الحسين.

يا بني أمتي ...
نعم ... لقد كرهت عاشورائكم وما أبكي مع الباكين في الساحات والمجالس ... بل كرهت نفسي فيها عندما فشلت كل هذا الوقت أن أخترق مظاهر الحداد لأجد السلام في كربلاء, ففيها ملحمة أعطى فيها بطلها درسا للبشرية في الاسلام لله تعالى ورفض الخضوع للباطل.
لهذا أقول : لكم عاشورائكم ولي عاشورائي.

كتبت بتاريخ الخميس 1 شباط فبراير 2007

عندما مكر الدهر ...

قلت العديد من الأشياء التي كانت مجرد تعبير عن اليأس الذي تملكني ... والبعض مما قلت هو التالي :

(اتعلمون أمرا ؟ فعلا مللت ...
لقد حاولت لكنكم لن تفقهوا ولو بمليون عام.
أما الذين كانوا بالأمس أحبائي اقول :
"لم أعد أعلم هل أسامح أم أسخط ...
في الحقيقة اني أسامح كل من أصلح."

صراحة لا أكترث, وذلك ليس بالأمر المهم بعد الآن.
للجميع أقول : لكم أعمالكم ولي أعمالي.
مثلكم كمثل الذين طاردوا رجلا بغية احراقه فلما ألفوا بخار لهاثه في برد النهار, صاحوا ببعضهم : "ها هو يحترق !!"
الحقيقة أني تعبت ولم أعد أكترث الا بالأرواح المتهادية.
سلام على اخوتي ورحمة الله ...
نراكم ان شاء الله.)
بتاريخ الأحد 28 كانون الثاني يناير 2007

وددت لو

وددت في لحظة لو يتوقف الزمان وأنعتق من المكان. وددت لو آتي اليك مع ضوء القمر,
نتسلل سويا من نافذة الشوق والأمل,
لأحظى أخيرا من عينيك
باكسير العشق وأساطير الحب,
مترنمة فرحة مع هطول المطر.

وددت لو يصبح عالمي قلبك,
ومسكني صدرك ...
لو أنال خلود ذكراي في فكرك,
عابقة بالرسوم والأشكال ...
لو تمحى الكلمات من الطروس,
وتنقش في القلب آيات للحب ...

وددت لو يجد ما حبكت من القصص,
طريقه الى عالم البشر ...
لو يرتفع عشنا على أغصان الحياة,
ويحتضن فلذاتنا وآمالنا بالبقاء ...
لو تبدأ رحلتنا سويا حتى الختام,
وان في أدغال قد شيدتها الجهالة
على أنقاض الحكمة وبقايا بشر ...

وددت لو أزأر في الغابة زئير الليوث
كي تعلم المخلوقات أن لي وجود
وأن ياقوتنا حق وحبنا وقود
لشعلات الأمل وآمال القلوب ...

وددت لو يحدث الكثير من الأمور
ولكن ما نشاء الا أن يشاء الله ...
فان لم يكتب لحبنا نور السلام
أوصيك بالمرجان وأريحية النسيان ...
والله على كل شيء قدير.

كتبت بتاريخ السبت 27 كانون الثاني يناير 2007

الى متى يا الله ؟

الى متى يا الهي ؟
الى متى ستظل الأرض قابعة في زاوية القنوط, حزينة كئيبة تنتظر الرفق من السماوات وقطرات السلام من أحضان الغيوم ؟
الى متى ستظل الحياة جريحة في ساحة الدهر, تنزف مما تبقى لها من الثواني وتألم من عضات الجهل ومن مكر الشيطان, وتتطلع الى عناقيد الأمل تتدلى من عريشة الوعد, وعد الخلود والسلام, بلهفة الطفل الى ثدي الأم ؟
الى متى يا الهي ؟
الى متى سيظل الفقير جائعا حيث تطول الموائد وتمتلئ البطون,
والمتشرد هائما حيث تعلو القصور وتأمن النفوس ؟
الى متى ستظل الأم تنتحب على أولادها, يسقطون الواحد تلو الآخر صرعى بأيدي الجهل والظلم, واليتيم يحن الى أحضان سلبتها المنايا, والى من يمد له اليد هاديا وكفيلا ؟
الى متى ستظل القلوب تتوق الى القلوب, فلا تجد صدى لنشيدها ولا جوابا لندائها ؟
الى متى سيبقى المريض يأن دون أن يجد من يداويه, والجريح تثخنه جراحه دون أن يلقى من يطببه ؟
الى متى يا الهي ؟
الى متى سيظل الموكب سائرا في الظلام الى مصير محتوم. ألا يجد من يهديه الى بر الأمان ؟
ألا يجد من يرشده الى موطن السلام ؟

اللهم اعذرني ان سألتك وأنا أعلم الأجوبة عن أسئلتي. أعلم يا الهي أنه ان أراد الانسان لنال السلام, ولكن الدنيا قد أعمته فأضاع الفطرة التي فطرته عليها ...
لا أمل بالانسان ...
ولا أمل الا بك ...
سبحانك كيف تحيل القنوط في صدور التواقين
الى ينابيع تتفجر بالبركة والرحمة ...
سبحانك ما أعظمك.
سبحانك أنت الحكيم الخبير ...

كتبت بتاريخ الخميس 11 كانون الثاني يناير 2007

مسيرة

لو تطيعني قدماي لبدأت منذ اللحظة مسيرة لا نهاية لها, أسابق الشمس كلما يبزغ فجر جديد, وأهتدي بالنجوم اذا ما حل الظلام وسرحت بنات آوى, لوليت وجهي الأفق البعيد وقصدته متزودا بصبري ومتجرعا قطرات الايمان سلاما وبردا طيلة المشوار, لخرجت الى أرض نائية, على خطى ابراهيم وجهة الشرق, أو موسى عابرا البحار, أسير خلف المسيح أصارع الظلمات, أو أبي القاسم أقاسي الحر وعداء المنافقين.

لو تطيعني يداي لشيدت لنفسي صومعة في تلك الأرض, مملكة في قلب الطبيعة دون ممالك البشر بأسرها, لا تخترق خصونها الثواني ولا آثار الزمن.

كتبت بتاريخ الخميس 4 كانون الثاني ديسمبر 2007

كلمات أكتبها لنفسي

لكم هي مهيبة كلمة "المجهول" يلفظها اللسان خاشعا لابدا, ولكم هو عظيم أثر القدر في نفسي الهائمة الحائرة !!
اني أعجب من أولئك الذين يعرضون عن التفكير بمآثر القدر وخبايا المستقبل ويرفعون راية التلذذ بالحاضر ثانية ثانية, وأمقت متعتهم مقتا شديدا, بل اني لا أجد لذة تعادل الشعور بأمواج المجهول تتكسر على صخور قلبي الذي اصابه الدهر بجوع عظيم, فتتلاعب بدقاته أكثر مهارة من حور الجنان الفائقة الجمال وتشبعه في لحظة واحدة من هذا الشوق الغريب الذي يجتاح أركاني كما لم تفعل عقود الماضي بأكملها.
لن يبقى هذا الأثر على هوله طيلة الزمن, بل حتما ستقل صولاته وجولاته في نفسي مع الوقت. ولكني وعلى بعد يومين فقط من بداية العام الجديد المثقل بأماني الفتى وطموح الشاب والذي سيشهد ذروة ظلال المجهول في ظهيرة حياتي, أقف على طرف كثبة في عمق الصحراء وأنظر الى الأفق البعيد حيث يتصاعد الغبار بشكل عظيم على امتداد الأفق الى ما لا نهاية, وحيث يبدو الدهر متحمسا للقيام بصولته الكبيرة في وجه من تسلح بالايمان.

كلمات أكتبها لنفسي ان تساءلت في يوم من الأيام : "هل كان بامكاني أن أحقق الأفضل ؟",
ولتعلم أن القمة لم تكن أبدا صعبة المنال, ولكن بلوغها ما كان ليحصل الا ان أشرقت شموسي قبل أن يكيد الدهر, واذ بها لم تفعل.

ها هو الدهر الآن يكيد أكثر من أي وقت, وها قد أصبحت القمةمن أساطير الأولين, ولكن الشموس لن تنظفئ أبدا ما حييت, والرحلة لن تنتهي حتى أتجرع كل ما سكبته الحياة في كأسي.
فلتعلم أني ما عملت عملا الا بغية أن ترحل مطمئنة البال مرتاحة الضمير, وأنه ان سخط عليها انس فلا حول ولا قوة الا بالله.
أما بعد, فلم يبق الا الصبر ... والانتظار.
فان قرأت هذه الكلمات وقد نال منك الشيب, حظيت بحمدك وثنائك, ولكم يثلج قلبي هذا الحمد !! وعندها تفهم مغزى الصبر.

كتبت بتاريخ الجمعة 29 كانون الأول ديسمبر 2006

تراجيديا

في كل هذا الوقت (غالبا معظم الوقت), وجدت نفسي أعيش جحيما لا يوصف. والمضحك المبكي أن هذا الجحيم كتب لي, لأن ما ينتظرني خارج الغرفة أعظم بشاعة بأضعاف مضاعفة.

ما من موقف أكثر صعوبة من أن يجد المرء نفسه واقفا في قلب الصحراء حيث محى القدر أي أثر لمفترقات الطرق, مذهولا من هيبة الأفق المشتعل بلهيب المجهول, هائما لا يدري مشارق الأرض من مغاربها, وقد نال منه العطش منالا عظيما وحكم عليه بالخرس, فلا هو قادر أن يستنجد ولا أن يستصرخ.
والأصعب من ذلك, أن يستجمع في لحظة الأمل اذا ما أبصر سرابا في البعيد, ما تبقى من قواه الخائرة ليطلق صرخة يخالها مدوية وما هي بمدوية, ربما لأن البشر قد نهموا من الخيال من رفعهم الى مصاف الملائكة وأبعدهم الى الأبد عن لهيب الصحراء وحريقها, او ربما لأنهم عمي كفاية ليقتنعوا أنهم في الحقيقة انما يقومون بالاستجمام في هذا المكان الجهنمي, وأن هذا المجنون الذي يستصرخ ويهذي ما هو الا مغامر شرب من كأس السعادة القصوى ما أسكره وجعله يتمايل مع ذرات الرمال التي تنسفها الريح نسفا.
لا حياة لمن تنادي ...

عجبا من هذه الصحراء ما أقحلها ولكم تثير الحزن في نفسي !!
كيف أن الذئاب تعترضه كل يوم لتنهش من لحمه دون أن تقضي عليه, لأنه قدر له
ان ينهض كل مرة دون أن تلتئم جراحه.
والأعجب من ذلك, أن يبلغ منه التسليم درجة أن يدعو الذئاب الى الصبر حتى تخطفه المنايا, فتزدرده عندها لقمة سائغة, وتجنب نفسها عذاب أنينه الصامت الذي يهوي بها الى أعماق الجحيم دون أن تدري, وكيف أنها تأبى ذلك, ربما لأنها ترى فيه حيلة يريد منها المسكين الهروب الى حيث لا أدري في تلك الصحراء (ان كان هنالك مكان للهرب اليه), أو ربما لأنها لا تجد ما يشبع بطونها غير لحمه المحترق بحرارة المجهول ولا ما يروي ظمأها الا دمه الذي كاد يجف في عروقه الظمآنة, أو لأنها قد صدقت أنه رجل خير الى درجة أن يقدم لها نفسه بطيبة خاطر وجبة سائغة !!

على ضوء المصباح الشاحب, تراءى لي المصير المظلم الذي تأبى الانسانية الا أن تسير بثبات الى براثنه, والتراجيديا المملة التي تقع فيها كل فترة من الزمن (تمتد على قرون عدة) بحيث يضيع الأمل بين فسق الفاسقين وتعنت المتعنتين, غير أنني بعدما لقيته من الفئة الأولى أصبحت أقدر ما يرى فيه البعض عنجهية وتسلطا في الدين سيما الاسلام, عند الفئة الثانية, وأصبحت أميل اليه ميلا عظيما ...
ولكن مع هذا, ما زلت أنكر الاثنين وأنظر بحزن عميق الى الانسان العالق بين المطرقة والسندان الذي جل ما يقدر أن يأمل هو أن يسير في طريقه بصمت مطبق وحذر شديد حتى تقضي المنايا بما تقضيه.

كتبت بتاريخ الأربعاء 27 كانون الأول ديسمبر 2006



خاطبني الأثير

في يوم من أيام الشتاء خاطبني الأثير والرياح كانت تولول. قد كسر صمته أخيرا وأنهى حداده. تكلم بلسان الزمان بصوته الشجي المعهود. خاطبني مواسيا لي في أحزاني, مجددا لي الوعد ومؤكدا في العهد.

"يا مسلم لا تحزن ... لست الأول وقد لا تكون الأخير. قد خلت بشر من قبلك ذاقوا وبال الأمر. فانظر اليهم الآن ... نعم الدار التي يسكنون.
يا مسلم لا تقنط ... لا تقنط من رحمة الله واصبر. فان تناولتك سهام المنافقين فابتسم وأبشر. فبصبرك قد علا شأنك عند الله ونلت بركاته. أما المنافقون فهم يهوون الى أسفل الجحيم ولكن لا يعلمون.
فابتسم ... سلام الله وعذابه آتيان.
وانتظر ... سينقضي الأجل.
يا مسلم ... لطالما خبرت روحك وأبصرت قلبك. فتيقن أن سبيلك هو السبيل ولو كره الكارهون. لطالما نسيت شرور الناس وعفوت عمن أساء دون قصد. ونعم ما فعلت.
فاعلم أني لا أنسى شيئا, بل اني حافظ كل شاردة وواردة. ما تضيع حركة ولا فكرة, ولا عمل ولا نية.
والكل عائدون.
انظر الى الناس يا مسلم ...
منهم المؤمنون قد تناغمت أرواحهم ولو عن بعد وفراق. فمن حظيت منهم بسلام, فاعلم أن الله مجيب دعاءك. أما المنافقون ... فاني أعرفهم جيدا وقد اسودت قلوبهم. لو قدر حقد أحدهم بكتلة لكانت أعظم من كتلة الأرض بألف مرة.
أبصر نفوسهم ... يثقون أنك واهم ويعللون.
لكنهم لم يجدوا بعد ذرائع لأعمالهم ولن يجدوا سوى الكره والحسد. فاصبر ان وعد الله آت.
أما ذاك الذي أتته ملائكة الرحمة في الحلم تدعوه لمواساة المؤمن, فنقض العهد وفسق فقد باء بغضب من الله. سيرمى في صحارى الكون ولن يجد له سميعا ولا مواسيا. وأما الذي حافظ على العهد فبشره بالسلام."

خاطبني الأثير ... ففرحت.
وعدني ... فأبشرت.
ثم تركني مجددا وحيدا في الصحراء.
ظللت مذهولا بكلماته, عاجزا محتارا.
ثم أكملت مشواري أملا ببلوغ الواحة التي سعيت اليها منذ قرون ...
ولا زلت.

كتبت بتاريخ الخميس 14 كانون الأول ديسمبر 2006

حلم وردي - مقتطفات

وجدت نفسي في يوم من الأيام أتمشى في وديان لبنان, فأتنقل من واد الى آخر بخفة الأشباح. كنت مبهورا بعظمة تلك الأمكنة التي تختزل بين صخورها ملاحم وبطولات, وتخبئ في باطن جبالها آلام شعوب سالفة وخبايا حضارات زائلة.
لكن سحر الطبيعة زال ما ﺇن وطئت وادي قاديشا حيث ترقد الأرواح الحالمة.
فقد عم الضباب المكان وهبت نسمات خفيفة باردة لفحت وجهي بغشاء بلوري.
وما هي لحظات ﺇلا وظهرت أميرتي من بين الصخور تتناثر بين يديها ذرات الضباب.
شاهدت في عينيها تلك النظرة التي لطالما زرعت الشوق في قلبي, لكنها ظلت صامتة وطيفها يتهادى من حولي.

لقد وصلتني كلماتك يا أميرتي ....
قد حملها الي نسيم الصباح أعاصيرا اجتاحت عالمي وزوبعت في داخلي ...
ماذا أقول لك غير أني شعرت بالذنب ...
لقد صدقت أن الكلام عاجز عن وصف هذه الحالة التي أعيشها. (.............)
ﺇني أتساءل الآن كيف تودعين من قد وجدت فيه صديقا وأبا, ومن قد اجتباه الله واياك دون عشاق الأرض بأسرها.
ألا يحظى هذا المسكين بغير سخطك على سذاجته وﺇنكارك للهفته ؟؟
ﺇن حكم قلبك بالوداع فلا بد أن يحظى على الأقل بزيارة أخيرة ... ما رأيك ؟؟
ﺇذا ما غط الكرى على جفنيك غدا في المساء, فاعلمي أني قد وصلت.
لن أقوم بأية مفاجآت, سأجلب معي بكل بساطة باقة ورود وقبلة ...
فأما الورود, فسأودعها مزهرية جمالك وعطرك كي تبقى زهية عابقة الى الأبد. أما القبلة, فسأترك لك حرية كتابة قصتها ورسم مشوارها في هذا العالم. ﻓﺈن شئتها على جبينك الناصع أصبحت فارسا في مملكة الطهارة. وﺇن شئتها على خديك المتوردين أضحيت أميرا في بلاط الرقة. أما ﺇن شئتها على شفتيك العذبتين ... فعسى أن يكون الله بعوني.
سآتي على جناح الليل فانتظريني يا أميرتي.

استفقت في الصباح على أشعة الشمس تدغدغ جفوني, فوجدتني في سريري وقد أصبح وادي قاديشا بعيدا آلاف الأميال ... أما أميرتي, فكنت أتخليها تكتب برحيق قلبها حكاية قبلة الوداع أو ربما ... قبلة اللقاء.

كتبت بتاريخ الاثنين 11 كانون الأول ديسمبر 2006

رؤيا

كانت ليلة من ليالي نيسان غير كل الليالي. ليلة توقف فيها الزمن ومارت الأرض وحارت الطيور. منذ لحظة دخولي الباب, شعرت بأطياف تتهادى من حولي, ولحظت أن السراج يشحب نوره تارة ويقوى تارة أخرى. جمد الدم في عروقي وتسارعت دقات قلبي, ﺇذ كأني رأيت جنودا متشحين بالظلام يتنقلون في أرجاء النزل وكأني سمعت قلقلة سيوف وخناجر. تجلدت فلا بد أنها أوهام قد اصطنعتها نفسي المنهكة بعد هذا اليوم الحار. توجهت رأسا ﺇلى غرفتي. كان السكون سائدا وكانت النفوس تحلم والعقول ترقد. وما ﺇن وطأت داخل الغرفة بقدم ثابتة حتى انطبعت صفعة على وجهي كان وقعها كالصاعقة. ما شهدت أبدا شيئا مثيلا من قبل وحتى الآن لا أدري من كان ذلك. كل ما أعلمه هو أني انسلخت عن العالم وانفصلت عن جسدي. فبعد أن أفقت من صدمتي, وجدت جسدي ملقى على الأرض ولم أبصر أحدا في الغرفة.

حدث الأمر بهذه البساطة ...
في ليلة من الليالي, امتدت يد القدر لتصفعني في قلب الظلام ... جرّدتني من المادة وألبستني ثوب الأشباح ... فصلتني عن الأرض ومزجت روحي بذرات الأثير ... عندما نظرت من حولي وجدت عالما غريبا عن حواسي ... شحبت الألوان وتداخلت الأبعاد ببعضها ... هي لحظة واحدة أحسست فيها بثقل كل أيامي السالفة ... لحظة أشعلت لهيب اللوعة في نفسي ... لم أكن موجودا في قلب العالم ... بل الكون بأسره قد دخل الى قلبي ... فأصبحت أرى ما لا يرى البشر وأسمع ما لا يسمعون ... وما هي ﺇلا دقائق حتى وصلتني أنفاس الراحلين الجدد ... شعرت بكل آلامهم وهواجسهم وراقبت شعلات أرواحهم تشحب شيئا فشيئا حتى تنطفئ فتتركني في حيرة من أمري.

هذا هو بحر الحياة ... ما أجمله وما أهيبه !!
قطرات جديدة تنهمر مقابل كل قطرة تتبخر, وشعلات مضيئة تظهر مقابل كل شعلة تنطفئ. أنصتّ جيدا فسمعت دعاءا تترنم به نفس قانتة من ﺇحدى أصقاع الأرض. فحملت كياني ﺇليها علّني أستجلي ما كان من أمرها وأستنطق ما سيكون من مصيرها. وعندما حطيت رحالي في تلك الغرفة القاتمة هابني المشهد ...
وجدت بشراﹰ على فراش الموت قد اصفرّ وجهه كأوراق الشجر في الخريف
ووهنت نفسه كما هي حال الأنهار في الصيف. لم يكن معه في ذلك المكان سوى ابنته التي أوحى ﺇلي الأثير أنها وحيدته الباقية من بعده, ﺇذ توفيت أمّها منذ سنوات خلت. لم أجد أي أثر لطبيب مرّ في هذا المكان واستنتجت من فقر الرجل أنه ربما لم يأتﹺ قط. نظرت الى الفتاة فوجدتها في حال يرثى لها, قد ذرفت من الدموع ما كان ليروي أزهار الأرض بأسرها. كانت تحضن والدها المحتضر وتهمس له بين الفينة والأخرى كلمات تتوسّل فيها ﺇليه أن يجيبها دون أن يلقى ذلك صدى.
كان الرجل يهذي ويتمتم بصوت ضعيف مخنوق. فأنصتّ اليه :
" اللهمّ أنت الله الذي لا ﺇله ﺇلا أنت,
الأول بلا أول كان قبلك,
والآخر بلا آخر يكون بعدك.
قد قصرت عن رؤيتك أبصار الناظرين, وعجزت عن نعتك أوهام الواصفين.
اللهمّ فآتني في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقني عذاب النار ...
اللهمّ واجعلني من أصحاب اليمين عندما نلقاك يوم الدين.
اللهمّ واجعل من ذرّيتي أناسا صالحين, يذكرونني بالخير كلما سجدوا في فنائك ويدعون لي بالسلام ونعم المقام.
اللهمّ الحمد لك...
الحمد لك بكل ما حمدك به أدنى ملائكتك اليك وأكرم خليقتك عليك وأرضى حامديك لديك, حمدا يفضل سائر الحمد كفضلك يا الهي على جميع خلقك .. "
وما هي ﺇلا دقائق معدودة حتى لفظ الرجل أنفاسه الأخيرة تاركا ابنته وحيدة في دنيا الفناء. ألفيتها في تلك اللحظة حائرة لا تدري ما تفعل وقد بلغ فيها الحزن مبلغا عظيما. ربما لم يتبق من دموع تذرفها على أبيها بعد أن بكت لساعات عديدة. أسفت على الفتاة المسكينة لكنّي كنت واثقا أن الله سيكون بجانبها.

بعدها أحسست بهواجس تخيّم على ﺇنس في بقعة أخرى من العالم, فما كان مني ﺇلا أن حملت نفسي الى مصدرها. كان المشهد مختلفا كليا. وجدتني في منزل كبير وكانت الغرفة التي يرقد فيها الرجل واسعة, توزع في أجنابها عدد ليس بقليل من الناس. الحزن مخيم على المشهد والنسوة كنّ يبكين. فأنصتّ جيدا الى الرجل ... لم يكن يتمتم ولكني سمعت جيدا ما كان يدور في ذهنه :
" لا أصدق أني على فراش الموت.
وأسفاه على هذه الحياة ... لقد مضى الوقت كالبرق.

ولكن ذلك ليس مهما, لقد حظيت بما أريد في هذه الدنيا.
ﺇني أهجرها وفي نفسي رضى.
على الأقل وجدت الراحة والسعادة وسعة الرزق, وقد متّعت نفسي بكل اللذات.
ﺇني أترك هذا العالم راضيا دون أن أندم على شيء.
ولكن لا ... لا ... أريد المزيد.
حبذا لو أعيش كل تلك اللذات مرة أخرى.
وماذا بعد الموت ؟؟ كم أخشى الموت !!
بل كم هو مهيب مجرد التفكير بالموت !!
لا أريد أن أفنى !! لا أريد أن أزول من الوجود !!
ﺇن الحياة لجميلة بل مجرد التفكير فيها يبعث في نفسي الأمل.
طيلة حياتي لم أؤمن بخالق لهذا الكون.
ولكن لو كان هناك أي أمل في استمراري فهو في الله.
كم أتمنى لو توجد حياة بعد الموت.
كم أتمنى لو كان الله فعلا موجودا !!
وتعساه عليّ !! ﺇن كان الله عادلا فلا بد من حساب.
لا ... ﺇني أكره فكرة الله. ﺇني أكره فكرة يوم الحساب.
ما هي ﺇلا أساطير ... لا بد أنها كذلك.
تبا كم أنا جزوع !! ماذا لو كان ذلك صحيحا ؟؟
لم أفعل أية حسنات في هذه الدنيا.
لم أساعد أي فقير ولا يتيم. لم أطعم جائعا ولم أكس مشردا.
كل ما فعلته هو تكديس الأموال.
وفي النهاية ماذا جنيت ؟؟ لا شيء !! لا شيء !!
حتى أولادي سينسوني بعد حين ولن تذكّرهم هذه الأموال بي ...
لن يقدم لي أولادي ولا أموالي ولا أملاكي شيئا.
واللذّات التي عشتها قد ولت الى غير رجعة.
سحقا !! لقد تملكني اليأس.
كم أكره الموت !! كم أكره المجهول !!
لا ... يقولون أنّ الله رحيم.
جل ما ينبغي أن أقوم به هو أن أطلب المغفرة.
كل ما يجب أن أفعله هو أن أتوب اليه.
آه ... يجب أن أفعل ذلك. يجب أن أسجد لربي.
لا أصدق أني لم أفعل ذلك قط في حياتي.
وأسفاه على هذه النفس المستكبرة !!
كل ذلك الوقت كنت أقول أنه ما من ﺇله.
كنت أستكبر على فكرة وجود خالق.
يجب أن أسجد له ... على الأقل مرة واحدة.
ولكن كيف أفعل ذلك وليس بامكاني حتى أن أغادر السرير. لقد قضي علي.
لا ... لا ... ما هي ﺇلا أساطير !! كلّ أولئك المرسلين لا يعنون لي شيئا.
ما من أحد يعلم ما بعد الموت ... ".
أطلق الرجل تنهيدة طويلة وصلت الى مسامع القريبين منه.
وبعد ذلك ببضع ثوان, تمتم قائلا :
" هل أستحق رحمة الله ؟؟
ﺇني أشقى الأشقياء ... ﺇني أتعس التعساء ... "
تركت المكان وفي نفسي أثر عظيم, ثم ما لبثت شعلة الرجل أن انطفأت.

استيقظت في الصباح الباكر لأجدني في سريري
وقد انطبعت في ذهني الكلمات التالية :
" هل أستحق رحمة الله ؟؟
ﺇني أشقى الأشقياء ... ﺇني أتعس التعساء ... "
تركني ذلك الحلم في حيرة من أمري.
بقيت وقتا طويلا أفكر في ما أصبحت عليه الفتاة المسكينة, وأتأمّل في مصير الرجل اليائس. وعندها أدركت أهمية الايمان. ومنذ ذلك الحين تغيّرت أحوالي تغيرا كبيرا. زاد يقيني وقرّت عيني, والفضل في ذلك كله لله.
وأصبحت عندي قناعة راسخة هي التالية :
" ربما لا أحد يعلم ما مصير الانسان بعد الموت,
بل ما من ﺇنس متيقّن مما ستؤول اليه حاله بعد الموت.
لكن الفرق في لحظة الفراق بين مختلف بني البشر, هو الفرق بين ﺇنس يدخل ساحة الموت دخول الشجعان ويغادرها بابتسامة أمل, وﺇنس يدخلها دخول الخائف الذليل ويغادرها جزوعا هلوعا يائسا.
ما الموت فناءا ... بل هو مسرحية يلعب فيها المؤمنون دور الأبطال. "

كتبت بتاريخ الأحد 3 كانون الأول ديسمبر 2006


مساكين أنتم

مساكين أنتم يا معشر الكافرين ...
مساكين أنتم لأنكم تكذبون على أنفسكم وتنكرون ذلك ...
مساكين أنتم لأنكم تدافعون عن نسبكم للقرود وتتغنون بذلك ...
مساكين أنتم يا أبناء القرود ...
ماذا تريد من الانسان يا كافرا ؟؟ ماذا تبغي ﺇن دعوته الى الكفر ؟؟
نحن معشر المؤمنين نبعث في قلبه وهو على فراش الموت شوقا تذوب له القلوب وتحيا به الآمال.
نحن نرسم على وجهه ﺇبتسامة يختم بها مشواره الدنيوي, تتضاءل بها الآلام وتسقط معها الأثقال.
نحن نهمس في أذنيه وعد الله بأن الموت ليس فناءا بل هو مسرحية نلعب فيها نحن دور الأبطال.
فماذا تقدم له على فراش الموت غير الخوف والجزع ؟؟
خوف من الفناء وجزع من يوم الحساب.


ماذا تقدم للعاهرة التي تعيش الذل في كل ثانية من حياتها ؟؟
فالمؤمن يبعث اليها روحه مع الشفق لتتسلل الى غرفتها مع أشعة الشمس,
مواسيا ﺇياها في غمرة عارها ووحشتها.
المؤمن ينظر في عينيها ليقول بحزم : "لست هنا لتكوني عاهرة ... فلا تكوني كذلك.
عواهر هم الذين أضلوك وأقنعوك بالذل والخنوع ...
عواهر هم الذين مزقوا روحك وتقاسموا أشلاءها غذاءا لأرواحهم البشعة .
لا تقلقي فالايمان هو شجرة الروح,
فدعيني أغرس في قلبك بذرة من ﺇيماني فتنمو روحك من جديد ..."
أما أنت فماذا تفعل غير ملئها بحيواناتك المنوية القذرة وازدراء ما تبقى فيها من روح مهمشة ؟؟
ماذا تقدمون يا معشر الكافرين للانسانية غير عبودية الجسد ؟؟
ماذا تقدمون غير الذل والتقهقر ؟؟
الويل لكم من رعشة القدر ...
ماذا ستشفع لكم عبوديتكم عندما تطاح الأجساد الى مخلفات الكون ؟؟

مساكين أنتم ...
تتمردون على حكماء القدم بحجة تخلفهم عن الحضارة الحالية العتيدة.
فما هي سنة هذه الحضارة فيكم غير أسلحة الدمار والابادة ؟؟
بئس ما كان من حكمة فيها ... والله ﺇن أعظم من يدعون الحكمة منكم لا يبلغون منها مقدار ذرة من حكمة المسيح وسائر شعلات الهدى من أنبياء الله وأوليائه !!
هل منكم من يفدي دنياه في سبيل الانسان ؟؟
هل منكم من يمسح الألم عن جبهات المساكين ليولجه قلبه فيتحول نورا وهاجا تبشر به الانسانية ؟؟

مساكين أنتم ...
أتتغنون بالعقل ؟؟ فاسمعونا اذا ...
ندعوكم ﺇلى الايمان وتدعوننا ﺇلى الكفر ...
ندعوكم ﺇلى حرية الأرواح وتدعوننا ﺇلى عبودية الأجساد ...
ندعوكم ﺇلى الجمال وتدعوننا ﺇلى القباحة ...
ندعوكم ﺇلى نسب آدم أبو الانبياء وأول التوابين وتدعوننا ﺇلى نسب القرود وبئس هذا النسب ...
ندعوكم ﺇلى الخلاص وتدعوننا ﺇلى الهلاك ...
ندعوكم ﺇلى السلام وتدعوننا ﺇلى العذاب ...
ندعوكم ﺇلى الأمل وتدعوننا ﺇلى القنوط ...
ندعوكم ﺇلى النعيم وتدعوننا ﺇلى الجحيم ...
ندعوكم ﺇلى الطهارة وتدعوننا ﺇلى النجاسة ...
نحن ندعوكم لأننا نكترث لأمركم
ونشفق لمصائركم وأنتم تدعوننا لأنكم تمقتوننا وتحسدوننا.
أعاقل من ينصت اليكم ؟؟

مساكين أنتم ...
تدعون علم ما في النفوس وتتعالون وتتفاخرون,
ثم تشرعون في الكلام الذي لا طائل له وتحللون, ثم تدعون علم الحقيقة ...
لكنكم واهمون ... والله لا ترون ﺇلا ما تملي عليكم نفوسكم ...
ولا ترون ﺇلا مرآة عقولكم ...
قد أعمت الضلالة قلوبكم فأصبحتم صم بكم عمي لا تعقلون ...
دعونا نقتبس هوايتكم ... أتعلمون لماذا تدعوننا الى الكفر ؟؟
لأن ﺇيماننا يقض مضاجعكم ...
لأن فكرة الهدى تداعب قلوبكم القاتمة
فتصيب الظلام مصابا بالغا وتدميه فتتألمون ...
لأن شوقنا الى الرحيل يولد لديكم الحسد,
فأنتم تهابون الرحيل وتخشون المجهول ...
لأنكم لن تطمئنوا حتى نصبح سواءا فتزول الغيرة وينطفئ الحسد ...
لكننا قد اخترنا السبيل ...
فورب العالمين لن نصبح سواءا حتى تصبحوا في ملتنا ...
وتيقنوا أن المؤمنين والكفار عندما تنعتق الأرواح وتزغرد الحياة لا يتسوون ...

مساكين أنتم ...
لا تنصتون ولا تبصرون ...
يا أبناء الانسان أنصتوا الى قلوبنا فهي تنبض بالحياة وتضخ الايمان في عروقنا.
أنصتوا اليها جيدا فهي مثقلة بأثمارها ... فهلا قطفتم منها الأمل والسلام ...
يا أبناء الانسان أبصروا في عيوننا,
فقد فاضت حزنا على مصير الأرض ونحيب السماء ...
فهلا تنضمون الينا لنحضن الأرض ونواسي السماء ...

مساكين أنتم ...
مسكين هو الانسان ...
نحن نكترث لأمركم يا بني الأرض لكنكم لا تكترثون بنا ولا بأنفسكم ...
وما نجني من ﺇيمانكم ﺇلا تخفيف الألم الذي يسببه الانسان لأخيه الانسان ....
ﻓﺈن أعرضتم عن دعوتنا, فبحق ما تملكون من قيم هلا تعرضون عنا وتذرونا نعبد خالقنا ...
فهنيئا لكم كفركم ... وهنيئا لنا ايماننا ....

كتبت بتاريخ الخميس 30 تشرين الثاني نوفمبر 2006

مأساة البشر - مقتطفات

ﺇلى خالق الكون الغامض على العقول والقريب من الأرواح,
ﺇلى من لم يرض لعباده الكفر أرفع هذا الكتاب ...

ﺇلى الذين أضاؤوا سماء أوروبا في عتمة التاريخ ...

لدى كتابتي هذه الكلمات في أواخر تشرين الثاني من العام 2006, تتراكم في فكري التساؤلات لكني لم أجد جوابا لأي منها. (........)
دعونا الآن من الحديث عما سلف, فلي في فكري هواجس أخرى وفي قلبي حزن عميق من مأساة الانسان في هذا الزمن, وهي مأساة الكفر التي أجد فيها أصل مصائبكم وأصل الألم الذي ألم بنفسي طيلة الفترة الماضية. (.............)
ﺇلى متى ستظلون تنكرون الله بسبب غضبكم على الكنيسة. ﺇن ظلمكم الرهبان مرة فقد ظلمتم أنفسكم بأنفسكم مرة ثانية بكفركم وضلالكم.
ﺇسمعوا صرخة هذا المسلم الذي يبكي مصير الانسان. ﺇن كرهتم الاسلام لا أعاتبكم فلم تروا من الاسلام ﺇلا بثور وقروح الجاهلين.
وﺇن كرهتم الكنيسة لا أعاتبكم فقد تعايشتم قرونا وشهدتم الظلم.
لكن ماذا عن الانجيل ؟؟ وماذا عن المسيح ؟؟
قد صلب المسيح مرة عندما ظلمت الكنيسة, وقد صلب مرة أخرى عندما ضللتم عن تعاليمه. ألا يستحق الذي ذرف دماء قلبه دموعا في سبيل الانسان أن تلتفت الأرواح الى كلماته وتنصت الى أناشيده التي بعثت الحياة في القلوب القاتمة ؟؟
ألا يستحق أن تحيوا الرسالة التي بذل نفسه من أجلها ؟؟ (...........)
ليسر كل منا على خطى المسيح ولنحطم أوثان الكفر ولنسلم أمرنا لخالق الكون.
فقط عندئذ, نصبح أحرارا بانعتاق أرواحنا في الفضاء, وسواءا بعبادتنا لله ودعائنا في فنائه, واﺇخوة في الانسانية وفي الايمان. (.........)
عندها قد تكون للانسان سنة البقاء.
ﺇذا شاء الله لرؤى عقلي أن تتفجر من ينابيع الحياة تكون هذه الكلمات قد وصلت الى أعماق روحك يا عزيزي القارئ, فاستمع الى صداها في داخلك تشعر بنداء الله الى الهدى في قلبك. وﺇن شاء الله غير ذلك وهذا ما أخشاه, تمت هذه الأحرف صريعة القدر على أوراق النسيان, لكن الله يبقى شاهدا أني صرخت يوما بين بني البشر, لكني كنت في وسط الصحراء فلم يسمع صراخي ﺇنس ولا جان.

كتبت بتاريخ الثلاثاء 28 تشرين الثاني نوفمبر 2006

رسالة - مقتطفات

(............)
أما بالنسبة لهواجسي وهمومي فلا تشفقن منها ولا تقلقن, فما هي في حقول فكري الا أشواك زائلة, وما هي في بيادر حياتي الا زوان, ستذريه عواصف القدر ورياح الزمان, وتيقنوا أن ولدكم سيبقى أبدا سرمدا كما كان, وأن مشارق الأرض ومغاربها تضيء بما يحمل من ايمان.
(................)

كتبت بتاريخ الاثنين 27 تشرين الثاني نوفمبر 2006

أحلام أثيرية

تفتحت عيناي على ضوء الشمس المتسلل من كوة الأمل, فتسارع تغريد الطيور الى أعتاب أذني مستقبلا القادم الجديد الى منزل اليقظة. يا لها من أحلام جميلة تلك التي تملأ ذهني آناء الليل !!
في الليلة الفائتة وجدت نفسي في سمرقند, لؤلؤة الشرق القديم وذكرى مجد الغابرين. تجولت في شوارعها واستمعت لشعرائها وفتنت بفتياتها. ما ألطف تلك الأطياف التي ما زالت عالقة بذهني مدغدغة حواسي, وما أعذبها على قلبي !!ولكم هي مؤلمة تلك الأشباح التي يلفها الغموض, والتي تتقاذف الأفكار في عقلي, كأنها تحاول أن تمحو الذكريات الباقية وتخنق الأصوات التي ما زالت تتردد أصداؤها في أعماقي السحيقة !!
قمت كعادتي الى الكوة واختلست النظر الى الطيور المحلقة في الفضاء والأزهار المتلألئة بقطرات الندى, والأشجار المتعانقة في قلب الطبيعة. فتألمت مرة أخرى لأني لا أستطيع أن أنساب من الكوة الى حيث ينبع الأمل وتجري سواقي البركة والسلام وتخمد براكين الهواجس. تألمت لأني كرهت صخب المتنافسين في زيادة قلقلة الكلمات, وضجيج الآلات التي تنتظرني اذا ما فتحت الباب. لكن لا بد من أن أفتحه, فالتوغل في أدغال الدنيا كان أمرا مقضيا.
لكن هذه المرة كان خروجي مختلفا ...
هبت نسمة غريبة من جهة الشرق ﺇرتعدت لها أوصالي.
وما هي ﺇلا لحظة حتى اهتزت الأرض تحت قدمي وسكنت أنفاس البشر من حولي فما عدت أسمع ﺇلا ولولة السماء ونحيب الطيور, ثم اجتاح الضباب المشهد والتصقت غشاوة بعيني فتحولت تقاسيم الطبيعة الى أطياف أكاد لا أميز منها شيئا.
وﺇذا هي صرخة واحدة ...
صرخة الحياة في دنيا الفناء, حملت صرخات مساكين الكون بأسره ﺇلى مسمع كل أنس وجان. فانتفضت من مكاني, وﺇذا بي روح بلا جسد كانت قد غطست في سبات عميق, حتى أفاقتها دغدغة الأنوار المنبعثة من كواكب الحكمة. ففتحت جناحي على وسعهما ثم انطلقت سابحا في الأثير,متسائلا اذا ما كنت لا أزال أحلم, واذا ما كنت سأفيق يوما ما, فأجد نفسي في حضرة الله, أسبح بحمده وأشكو اليه آلام الخلود ... وانعتاق الحدود.

كتبت بتاريخ الجمعة 17 تشرين الثاني نوفمبر 2006

يا قدر

يا ماردا قد جفلت له القلوب وخضعت له الأزمان, يا كاسرا قد هابته العقول واهتزت له الأبدان, يا هادما تضاءلت أمامه العروش وتبعثر عند قدميه البنيان, يا حاملا ألوية الحروب, يا من سقط في ساحته الفرسان, يا قاطنا أعالي البروج, يا من يقدم له القربان ...
ماذا خبأت يا قدر وماذا أخفيت ؟ ماذا خبأت تحت السنديانة القديمة وبين أغصانها ؟ ماذا خبأت وراء قرص الشمس وبين السحابات الثقال ؟ ماذا خبأت في ظلمات المحيط وفي أعالي الجبال ؟

أتذكر عندما تجليت أمامي عند الصخرة القائمة
وسط الصحراء ؟ لم أطلب منك الأماني ولم أسألك الأحلام. لم أبغ أن تهبني ممالك الأرض ولا جنات السماء, ولا أن تقلدني أوسمة أتفاخر بها ولا جواهر أتحلى بها.
رجوتك أن تفصح لي, فلم تفصح.
سألتك أن تشرح أيضا, فلم تشرح.
توسلت ﺇليك أن تضم جناحيك قليلا لعل النور ينساب, فتنبت به الورود وتزغرد له العصافير, لكنك أبيت ﺇلا أن تظل حاجب السماء في بلاط الكون.
فهلا أخبرتني ﺇلى متى ستظل الهواجس تحوم فوق رؤوسنا وتتكاثر شيئا فشيئا, فتحوك من الحاضر عالم الغريزة, وتنسج من المستقبل أشباحا عظيمة الغموض؟
يا مليك الظلام لا تحجب بركات الاله عن الأرواح الجميلة التي تترنم بها الأرض وتأمل بها السماء. يا جليلا, ﺇن لم تحمل لي أنغاما تتراقص بها الجداول الغناء, فاحملني على أجنحتك وخذني ﺇلى عالم النسيان, وامح ذكري عن كل لسان, فلا أكون حتى في ما كان.

كتبت بتاريخ الخميس 16 تشرين الثاني نوفمبر 2006

الى خالق الكون - مقتطفات

الى الذي ملك القلوب وأذهل العقول,
الى الذي أدرك ما بان وخفي وكشف المعالم والأسرار, الى الذي اختفى عن الأنظار واحتجب عن الأبصار,
الى الذي خلق دون أن يخلق,
الى الذي تعالى عن كل ما خلق,
اليك أسلمت ولك أنبت وبك آمنت ...
(...........)
يا أيتها الأرواح السرمدية المنتظرة انقضاء الأجل,
يا أيتها الأرض الأبية المتعالية عن كل وجل,
يا أيتها النفوس الظمآنة التواقة الى الأمل,
يا أيتها السماء السخية المثقلة بكل حمل,
يا أيتها الأجنحة الخفية المرفرفة في الظلام,
يا أيتها الأنغام السحرية الناشدة روح الوئام,
يا أيتها الأحلام الوردية الحاضرة عند المنام,
يا أيتها الورود الزهية العابقة بعطر الأيام,
اشهدي على ما سأقوله وابتهلي بي,
فها أنا جئت لاجئا, هاربا من مكر الزمان,
طالبا سماحة النسيان, وسائلا أريحية الوجدان.
فاقبلي بي صديقا وخليلا, وتعطفي علي وأشفقي,
قد كان الزمن أعظم كفيلا, فأبشري ولا تقلقي.
ﺇشهدي أني قد تربعت على عرش الغربة ...
غربة عن كل ما في الدنيا من اللذات الى المال.
ﺇشهدي أني وضعت على رأسي تاج الوحدة ...
حتى ذابت دررها وجواهرها وانسكبت في الروح والعقل.
ﺇشهدي أني شربت من كأس الخيال ... حتى سكرت وتمايلت على أنغام الحياة وزغاريد الموت.

ﺇشهدي أني خيمت على شاطئ الحب, وما أرضى عنه بديلا.
ﺇشهدي أني استحممت في مياهه وتنشفت في رماله,
ثم نهضت فوجدت نفسي عاريا أمام قرص الشمس.
ﺇشهدي يا عزيزاتي أني لبست رداء الايمان, ولن أخلعنه أبدا ما حييت وما بقي الليل والنهار. ﺇشهدي أني عندما صنعت هذا الرداء, سكبت فيه روحي وأحلامي وآمالي,
وأني ما ولدت الا عندما ارتديته وما أحيا الا به.
يا أميرات الأثير اقبلي بي ضيفا وزائرا,
وأسعفيني بقدح سلام فقد ظمأت اذ طال المشوار ... لو تعلمين ما أثلجه على صدري وما ألطفه على نفسي.
أما بعد فاني أوصيك بالقادمين من بعدي,
أبشري بهم فما هم بطلاب عظمة أو مجد,
هم فرسان قد سلكوا رحلة طويلة الأمد,
رحلة ما تنتهي بالفناء ولا في اللحد,
بل بسكرة روح وبقبلة مطبوعة على الخد.

كتبت بتاريخ السبت 11 تشرين الثاني نوفمبر 2006

أميرة الكون - مقتطفات

يحكى منذ القدم عن أميرة سلبت القلوب وشغلت العقول. قلة هم الذين حظوا منها بنظرة, وأقل هم الذين نعموا بهمسة, وندر الذين فازوا بلمسة.
تربعت على عروش اليونان, لا تنافسها في عظمتها أميرة ولا ملكة. ارتحلت الى مشارق الأرض ومغاربها, ودخلت كل مدينة وقرية. ﺇرتدت أثوابا لا تحصى, ولبست ألف حلية وحلية. عرفت بقاع الأرض وبلادها, وما حظيت أبدا بهوية. عشقت الأقنعة فبانت تارة كلمة, وتارة لوحة.
كثيرا ما سمعت ﺇسمها على ألسنة البشر, وكل مرة كنت أشعر بوقارها وهيبتها. كثيرا ما كرموها, فكلما حطت رحالها في حارة أقيمت على شرفها مأدبات واحتفالات, وتنافس الوجهاء على تقبيل يدها. كثيرا ما تغنوا بها, فكلما جرى ذكرها على مسمع شاعر, نسج لها الأبيات وترنم بالقوافي مادحا جمالها وخصالها.
لكنها ما سألتهم أبدا من ذلك شيئا.
أرادت الكثير من الأشياء الأخرى التي ما كانوا يفقهونها. أرادت أن تسمع لهم ويسمعوا لها, وأن تشكو اليهم ويشكوا اليها. أرادت أن تذكرهم بالذي مضى وتنبههم عن الآتي. أرادت أن تشرح لهم معنى الحياة والموت, والجمال والحب. أرادت أن تفصح لهم أسرار الوجود وخبايا الانسان.
هي أميرة غير كل الأميرات.
انها الحكمة.(...........)
لكن أكثر ما يثير اعجابي هم حاشيتها ورجالاتها. هم رجال قد عاشوا في أزمنة ماضية وشعوب سالفة. رحلوا عن هذه الدنيا, لكن ذكراهم لا تزال منقوشة في فكر كل حالم وثائر.
(..........) من سقراط وأرسطيطوليس وكبار فلاسفة اليونان,
الى طاغور وسائر عظماء الهند والشرق,
الى جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة ورفاقهما من شعراء المهجر الذين عصروا قلوبهم في الغربة ليرووا الأقلام الظمآنة من أبناء بلدهم, فاغتربوا في بلاد ما كانوا فيها أبدا منزلة الغرباء, الى شارل بودلير وعمر الخيام والأرواح السديمية الحالمة, الى جان جاك روسو وديكارت وسائر عظماء أوروبا وعلمائها, الى ﺇبن سينا والغزالي, وابن رشد والفارابي وغيرهم من عظماء الفرس والعرب, الى الشيخ محمد عبدو وسانت أوغوستين والعلامة اقبال وحملة الياقوت والمرجان من روحانية وايمان.

كتبت بتاريخ الجمعة 3 تشرين الثاني نوفمبر 2006

احذر يا رضا - مقتطفات

(..............)
أبشر يا رضا, فيوما ما سيبتسم لك القدر, وبصوته المرعب سيقول لك :
" قد انتهى صراعنا فهنيئا لك بما صبرت ".
وفي لحظة ما سيتوقف الزمن, وعندما تبلغه سيهمس لك : " قد انتهى سباقنا فاسبح في الأثير كما تشاء ".
أبشر بالسلام عندما تصل الى بر الأمان.
أبشر بنبوت ما غرسته في القلوب من الايمان.
أبشر عندما تتمخض هيبة القدر عما لم يكن أبدا في الحسبان.
أبشر لأن الحق يظهر فوق الباطل مهما بلغ من أمره الشيطان.
أبشر لأن أنهار الحياة تؤدي حتما الى ما للجنة من شطآن.
أبشر عندما يتوقف الزمن وينقلب على بعضه الطغيان.

أبشر اذا ما جاء اليوم الذي تحلم فيه بمغارة بين الوديان,
تبقى فيها ناسكا زاهدا منقطعا عن كل ﺇنس وجان,
أو بصومعة ينبعث فيها الطيب والعنبر من الحيطان,
تظل فيها ساجدا قانتا عابدا خالق كل زمان,
حتى تقضي المنايا بما تقضيه فتصبح موضع النسيان,
ﺇلا من أحلام الحالمين وسلامات حملة الياقوت والمرجان.

كتبت بتاريخ الثلاثاء 31 تشرين الأول أوكتوبر 2006

حنين الروح - مقتطفات

(..............)
كم حلمت في صباي وكم تمنيت !!
حلمت كما يفعل كل الصبيان, فلبست ألف رداء ورداء, وتسلقت ألف جبل وجبل,
لكني ما استقريت على أي منها.
حلمت أني نجم يسطع في السماء, وغيمة تروي الأرض, وزهرة تنبت في الحقول, ونخلة تنتصب في قلب الصحراء.
حلقت في السماء كالباشق عظمة,
وتسللت الى باطن الأرض كالخلد خفة,
وزأرت في الغابة زئير ليث اهتزت له أبدان المخلوقات كلها. (............)
ما أعلمه جيدا هو أن الطفل بقي طفلا, لأنه كان مقدرا له ذلك.
تساؤلات كثيرة مرت على فكري, وأجوبة قليلة ما وجده عقلي.

ثم تعلمت فيما بعد أن أكف عن استجواب نفسي, لأن الأسئلة أعظم من أن تحل,
والعالم أعقد من أن يفهم.
وهكذا لم أجد أي لذة في هذه الدنيا ... ﺇلا لذة واحدة.
هي ذلك الحنين الذي يكاد يقطع أوصالي وينثرها في كل بقاع المعمورة ...
هي ذلك الشوق الذي ينبض به قلبي وتنبع منه روحي ...
هي ذلك الطيف الذي يلامس أركاني فيحولني كائنا ضبابيا سديميا ...
هي نغمة السلام تترنم في أذني ...
هي بسمة الوعد ترتسم على محياي ...
هي أنشودة أنشدها كل مساء.

كتبت بتاريخ الاثنين 30 تشرين الأول أوكتوبر 2006

علمتني الحياة - مقتطفات

(............)
علمتني الحياة أن أحب.
علمتني أن أحبها. علمتني أن أحب الجمال والخيال. علمتني أن أحب الكلمة والحقيقة.
علمتني أن أحب نفسي بكل صبرها وابتساماتها وتواضعها, بكل سعيها وقناعتها.
علمتني أن أحب الانسان – هذا الكائن الذي أشفق الملائكة منه وعجبوا – لأن الله ما خلقه باطلا, والله يعلم ما لا أعلم.
علمتني الحياة أن أحب, حتى أصبح الحب ملك روحي وعقلي. علمتني الحياة معنى الحب حتى أشفقت من أن ألفظ الحب كلمة, لأنه يستعصي عليها ويأبى أن يتخلى عن عباءته رداءا لهذه الجنية المتمردة.
كم أنا مدين للحياة !!
هل سأتمكن يوما من وفاء ديني لها ؟؟
هل تسمح لي أن أحضنها مواسيا ان حزنت ؟؟
لقد علمتني الحياة ما لا أحصي,
لكنها لم تقل لي أبدا منبع هذا الحنين والشوق اللذين يغمران روحي.
لم تفصح عن هذا السر, لكنها همست في أعماقي نغمة سحرية اهتزت لها أركاني, ما سمعت مثلها من قبل.
وعدتني أني سألقى يوما ما عند شاطئي الذهبي سفينة راسية, قد أتت لتقلني الى حيث أحن وأشتاق.
يزداد شوقي يوما بعد يوم, وكلما فكرت بتلك السفينة شعرت بلذة لا توصف, ووددت لو أسبح بنفسي لأصل الى السفينة في عرض البحر.
لكني أعود وأتذكر أن لي دينا لم أوفه بعد, وأن لي كلمة في نفسي رغبت بتهجئتها منذ قرون عديدة, وما نجحت في ذلك قط.

كتبت بتاريخ الخميس 26 تشرين الأول أوكتوبر 2006





الجمعة، 7 نوفمبر 2008

مقتطفات من خواطر - 3

(............)
كيف أبتغي الصبر ؟؟ أين ؟؟ لماذا ؟؟
كيف لي أن أصبر, وقد شاهدت بأم عيني البناء الضخم الذي شيدته يداي, يتضاءل في لحظة واحدة ؟؟
كيف لي أن أصبر, وأنا الذي دائما ما أحببت السكون والنأي بنفسي, أصبحت محط أنظار الناس, ولا أعلم الى أي مدى ومن أي مكان تشخص تلك الأنظار ؟؟
أنى لي أن أجد الصبر ﺇن لم أجده في ايماني ؟؟
كيف لي أن أدعو ربي, وقد استحالت خلوتي مرقصا لرذالة الزمن ؟؟
لماذا أصبر وماذا أهدف من صبري ؟؟

لماذا أصبر وقد أصبحت تائها على هذا الشاطئ الذي كنت أعرف كل صغيرة وكبيرة فيه ؟؟
لم يتبق لي منه سوى ذكريات وأطياف.
أين القصور التي شيدتها, والصخور التي نحتتها, والحروف التي نقشتها ؟؟
قد توالت عليها أمواج الدهر, فمحتها الواحدة تلو الأخرى, فاذا بها رمال تائهة هنا وهناك.
ماذا أهدف ولم يبق لي أمنية واحدة ؟؟
قد تبخرت كل الأماني في الفضاء ......
آه لقد نسيت ..... بقيت أمنية واحدة !!
أن تأتي سفينة مع ضوء الصباح, فما عدت أبتغي الا الرحيل.
لم يعد لي هدف من وجودي هنا.
لكم تداعب روحي صورة السفينة وهي تمخر البحر, وأشرعتها تبرق بضوء الشمس !!
(................)

كتبت بتاريخ الأربعاء 18 تشرين الأول أوكتوبر 2006

مقتطفات من خواطر - 2

(..............)
لن أقول لك وداعا يا شاطئي.
يوما ما عندما يحين موعد ﺇبحاري سأعود حتما اليه. سيكون آخر مكان لي في هذا البر, لأستعيد الأماني والأحلام.
عندها أستعيدها والأمل يملأ قلبي لأنني أعلم أنها, وﺇن كانت غريبة عن هذا العالم فلم تتحقق, فهي بلا شك تنتظرني وراء الأفق ...
وراء كل ما هو غير مرئي ... في أعالي البحار.
مرت الأيام والشهور, وكانت ثقيلة جدا ومحزنة.
كنت قد استعدت هذا الصيف أمر الذكريات, ذكريات ما ظننتها ستعود مجددا الى أرض الواقع.

انها القنابل تتساقط على قانا مرة اخرى.
لم يكن قد ارتوى المجرمون من دماء الأطفال أول مرة ليشفوا غليل الحقد في نفوسهم,
فها هي قانا مرة أخرى تنتحب وتولول.
والحصيلة النهائية كانت تدمير قرى بالكامل على رؤوس سكانها.
كم أشعر بالعار في هذه اللحظة !!
كل ذلك الوقت, كنت متسمرا فيه, أشاهد من أعالي الجبال ما يحصل لأبناء وطني دون أن يهتز لي بدن.
لماذا لم أتطوع مع الشبيبة في أعمال الانقاذ ؟؟
لماذا لم أشاركهم في التجول بين المدارس وتوزيع الأغذية والمساعدات ؟؟
كم أشعر بالعار !!
(...................)

كتبت بتاريخ الخميس 12 تشرين الأول أوكتوبر 2006





مقتطفات من خواطر - 1

(.......)
لن أنسى أني ولدت وعشت وتألمت لأضع كتابا واحدا صغيرا لا أكثر ولا أقل. لن أنسى أني ولدت وعشت وتألمت لأقول كلمة واحدة حية مجنحة. بلى ... في العلة لذة نفسية تختلف بتأثيرها عن كل لذة أخرى, وفيها طمأنينة تكاد تحبب الي الاعتلال. فيها ضمان أني لن أثرثر بل سأصبر حتى تنطق الحياة تلك الكلمة بشفتي, وتخرج الشعلة من قلبي. ستظل تتمايل كالضباب في قلبي, حتى يأذن لي الحكيم بنطقها.
ستظل تتمايل في سكينة روحي حتى تنفجر من فوهة عقلي, وتظهر بين سحابات الدخان مترنمة.
(.......)

كتبت بتاريخ 2 أيلول سبتمبر 2006