الأحد، 15 فبراير 2009

من الملام ؟

العديد منا يعيش في حياته اليومية مشاكل لا تحصى التي ربما أسوأها هي التي تحصل مع أناس آخرين. ما يلي هو محاولة للتأمل في احدى هذه المشاكل والغوص في ظروفها مع الخوض في البداية في مسألة واحدة لبنانية داخلية لها أبعاد اقليمية ...

اليقين عندي هو أن قلة من المشاكل يكون وراءها طرف واحد لا غير, فتكون الأطراف الأخرى لها على حق مطلق. فاليقين هو أن كلا" منهم مذنب الى حد ما وبنسب متفاوتة, ويزداد هذا الذنب اذا ما انفك أحدهم يكابر على الآخرين ويدعي عدم ارتكابه للأخطاء وعصمته المطلقة, فالاصرار على الخطأ وعدم الاعتراف به انما هو يؤدي الى تعاظم الذنب والى تفاقم الأزمات دون حلها. واذا كان التساؤل عن المخطئ الأوحد لا يصبو الى جواب, يبقى السؤال الأكثر استقطابا" : من الملام عن تفاقم الوضع ؟

تستحضرني في هذه اللحظة مسألة لبنانية ما هي الا مثل عن قضية لا يجد لها أي كان حلا, وهي مشكلة خوف الأقليات من طغيان الأكثرية. المسألة اللبنانية المعنية لا تتعلق بأقلية في لبنان بل بالوجود المسيحي فيه الذي يشكل نصف سكانه. ولكن هذه المسألة مرتبطة بالمشكلة المشار اليها بسبب خوف المسيحيين من طغيان الأكثرية المسلمة الاقليمية, الأمر الذي أدى على مرار السنين الى رفضهم فكرة الوحدة مع المحيط رفضا تاما, كان أولها في نهاية الحرب العالمية الأولى عند قيام دولة لبنان الكبير الذي كان الفضل الأكبر فيه الى اصرار المسيحيين على الانضمام الى وطن لا يشكلون فيه أقلية بل فرقة لها وزنها على كافة الصعد لا سيما على الصعيد السياسي.

هذه عينة صغيرة من مشكلة الأقليات في العالم, التي من شأنها تفتيته وشرذمته بدلا من تحقيق الوحدة بين بني البشر بسبب سعي كل أقلية الى الاستقلال في اقليم ما, للمحافظة على حقوقهم وللشعور بالأمان بوجود وزن لهم في الدولة. وهكذا ففي القرن الذي ارتفعت فيه راية الاممية وسقطت بين المفكرين فكرة الدول القومية, نرى أقصى حالات التشرذم التي يبشر القرن الجديد باستمرارها. والسؤال مجددا : من الملام في ذلك ؟
هل هي الأقليات التي ترسخ عندها عدم الشعور بالأمان ؟
أم هي الأكثرية التي أمعنت في الجهل والفساد وسوء الحكم, بحيث رأينا بأم أعيننا الأكراد على سبيل المثال يبادون بالأسلحة الكيماوية من قبل نظام الحكم الديكتاتوري القومي المهترئ الذي يطبل له أصحاب القومية العربية وينادونه بالشهيد ؟
هل هم المسيحيون في لبنان الذين ذهبوا في اللحظات العصيبة الى التحالف مع أكثر الحركات عنصرية بعد النازية وهي الصهيونية لمواجهة ما وجدوا فيه خطرا عند الفلسطينيين ؟
أم هم الذين سمحوا للخوف بالدخول الى قلوب هؤلاء فشعروا بالحاجة الى المقاومة والقتال ؟
أليست الأكثرية التي بهدفها الى صهر الأقلية في بوتقتها أثارت الذعر في نفوسهم, هي الملامة قبل أي شيء عن تدهور الأوضاع ؟
اليقين أن الخطر بالنسبة الى المسيحيين في لبنان لم يكن يتمثل في الفلسطينيين وحدهم بل في المحيط المسلم بكامله. وما مصير الأكراد في شمال العراق الا أبرز محفز لتعاظم الخوف من احتمال حدوث ذات الشيء ان عاش المسيحيون اللبنانيون في نظام قومي ديكتاتوري كنظام صدام.

ما سلف ليس لتبرير تصرف أي فريق لبناني في الحرب عندما تحالف مع الصهيونية, فهؤلاء ذاهبون لا محالة مع الصهيونية نفسها الى مزبلة التاريخ بكل عنصريتهم واجرامهم, شأنهم شأن كل من ارتكب جرائم في الحرب الأهلية اللبنانية. انما الهدف هو وضع اليد على الجرح كي لا تتكرر أخطاء الماضي, لا سيما عند الشعب الذي هو وراء أي فريق سياسي لبناني, كي يكون واعيا الى المشكلة الحقيقية التي تتمثل بانعدام الشعور بالأمان, والذي لن توفره يقينا الصهيونية لهم. ما يوفر الأمان هو الأمانة والصدق في التعاطي مع المشكلة, وقيام حوار مع الأكثرية المسلمة الاقليمية التي هي الملام الأول عن ذهابهم أبعد من حدود الوطن والانسانية.
والثابت على مر التاريخ أنه ان كان من مبادرة أولى يجب أن تقام, فهي مبادرة القوي عند الضعيف, والأكثرية عند الأقلية والغني عند الفقير. فمن يشعر بانعدام الأمان هو من يجب طمأنته, ومن يملك القوة أي الأكثرية هي من يجب أن تفعل ذلك.

في الختام لا يبقى الا الأسف على توجه العالم الواضح في الوقت الحاضر الى المزيد من العنصرية لا سيما في قيام الدول العنصرية كاسرائيل بدل من قيام الدولة الاممية التي توحد بني البشر والتي ربما من شأنها أن تشكل حلا نهائيا للحروب والصراعات بين الدول.

الثلاثاء، 10 فبراير 2009

كل عام وأنت أميرتي

تساءلت كثيرا هذا العام ماذا أفعل ...
هل أبقى صامتا أم هناك كلمة لا بد أن أقولها ؟ واليقين هو أني حتى لحظة كتابة هذه الكلمات ما زلت لا أدري ما أقول.
أترى هل كان الصمت أجدى أم الكلام أفضل ؟
لا أعلم منزلة كل منهما في نفسك, ولكن قررت أخيرا أن أحاول على الأقل تهجئة كلمة ما, بعد هذا البعاد الطويل بيننا.

في هذه الظروف التي أعيشها والتي قدر الله أن يكون لها أثر على حياة أخرى غير حياتي, هناك العديد من السلبيات والقليل من الايجابيات. لربما احدى ايجابياتها هو أنك تعلمين جيدا ما أعيشه في حياتي اليومية, ما يجعل مهمتي سهلة في سرد أحوالي, فأغلب الظن هو أني ان أخطأ في أمر ما بحقك تسامحيني وتصفحي عني لعلمك بصعوبة حالي واشتداد أزمتي, دون أن يعني ذلك عدم عنايتي واسترسالي في الخطأ أو تبريره, فالله أعلم بما يدور في خلدي والله أعلم بمدى ندامتي على بعض الأخطاء.

أما الجزء الصعب سرده وهو ما لا تعلمين مما يدور في خلدي, فاني أدرك تماما مدى صعوبته لأني أعيشه بنفسي فلا أعلم بما تفكرين بعد هذا الافتراق القسري بيننا. من جانبي هناك كلمة واحدة أقولها لك ...
مهما حصل اعلمي جيدا أني لا أفكر الا في كيفية حل العوائق التي تحول بيننا دون أن أضمن هذا الحل أو أن أضمن العواقب التي تترتب عن هذا السعي ...
مهما حصل اعلمي جيدا أن حبي صادق وكما قلت سابقا ما أرضى عنك بديلا من نساء الكون بأسره ان شئت أن تكوني أميرتي, واعلمي أنك ان لم تشائي ذلك كننت لك صداقة صادقة بذات الصدق الذي في حبي ...

هذا في ما يتعلق بالاستمرار في وعدي السابق مهما حصل, أما فيما آمله من الآتي فاني آمل طبعا لقاءك وآمل أن تقبلي حبي لا صداقتي دونه ... آمل أن ألقى على وجهك أمنيتي الكبرى وهي نظرة الرضا والسعادة. ما أرومه من هذا الكلام هو أن تطمئني لموقفي,

وأن تعلمي أن حبي لك باق أبدا ما بقي الليل والنهار, وأنه مهما كان قرارك سواء كان ايجابيا أو سلبيا فأنا أتفهمه جيدا, لوجود شتى الأسباب لكل منهما ...

في عيد العشاق هذه السنة لك مني أزهى وردة عبر الأثير, وكم كنت أتمنى أن ترسم مشوارها من يدي الى يدك في عالم الكبار ... ولك مني أيضا قبلة أترك لك حرية كتابة مشوراها كسالفتها, مع أملي أن أقرأ في يوم من الأيام قصة كلتيهما فأفرح بهما فرحة الأم بطفليها.

في عيد العشاق هذه السنة تبقى هناك كلمة واحدة لأقولها .... كل عام وأنت أميرتي.