الأحد، 26 يوليو 2009

خوفي الأعظم

أتعلمين ما أخافه أكثر من أي شيء آخر ؟؟
أن أرحل دون أن أنعم بالنظر الى عينيك
أنت التي جعلت قلبي في كيد الدهر يطير فرحا
أخاف ألا أراك ... ألا تكون لي فرصة تقبيلك
أخاف ألا أقطف ثمار هذا الحب الذي أنعم به الله علينا فان حدث ذلك معاذ الله فسامحيني
فاني لا أعلم الغيب ولا المجهول
وسامحيني الآن على تشاؤمي وتراجيديتي

أخيرا عليك بالايمان ...
فأنا أعلم الناس بمقدرته في القلوب
وسطوته في العقول فاعلمي أنه بالايمان
شيء يهون مهما كان قاسيا
والله على كل شيء قدير

الجمعة، 26 يونيو 2009

رحل ملك البوب

رحل ملك البوب ...
وصل الخبر الى أعتاب آذان محبي مايكل جاكسون كالصاعقة, وربما الى أعتاب ادراكي أيضا.
قد صعقني الخبر ليس لأني من المعجبين المهووسين بالنجم الأميركي, بل لكوني من المتعاطفين مع النموذج الذي يمثله هذا النجم, نموذج المظلومين من قبل المجتمع البشري.
اليقين أنه بعد مرور ملك البوب في تاريخ البشرية, تكرست في فكري النتيجة التالية: "يخلق الله الانسان على صورته, فتحوله البشرية الى مسخ".
لا أعني حرفيا أن مايكل جاكسون أضحى مسخا في مرحلة من مراحل حياته, ولا أهدف الى ذمه بقدر ما أهدف الى تبيان جرم البشرية بحق هذا الانسان, وبحق العديد من البشر والأنعام بل بحق الأرض بأسرها.
نعم ... هذه هي البشرية التي أصبح شغلها الشاغل تحويل حياة البعض الى جحيم, وطبعا لا يقر البشر بذلك أبدا, لكنهم سيفعلون ذلك عندما تشهد عليهم حواسهم في يوم من الأيام, يوم لا ينفع الندم ولا يغني عنهم شيئا.

مايكل جاكسون هو ذلك الطفل الذي بدأ مشواره الفني بعمر الخامسة من عمره, ثم تصدر فرقة آل جاكسون في عمر الثامنة. انه ذاك الطفل الذي عانى في طفولته من عنف الذين يحيطون به, حتى أخذ العنف من نفسه جزءا لا يمكن أن تعوضه سنوات البشرية بأسرها بالملايين.
انه ذاك الشاب الذي تفتحت أعينه على العنصرية البغيضة في المجتمع الأميركي, حتى أضحى همه الوحيد أن يصبح أبيض البشرة, فأنفق على عمليات التجميل من أجل تحقيق هذا الهدف. والسؤال: من المسؤول عن رغبة كهذه ؟ طبعا انه المجتمع الأميركي الذي ارتكب الفظائع في ما مضى بحق غير البيض. انه المجتمع الذي لم يتعلم من أخطائه الا بعدما خسر رجالا من أمثال مارتن لوثر كنغ ومالكولم أكس, وحبذا لو أنه استفاق قبل تلك الخسائر.
مايكل جاكسون هو ملك البوب الذي أضحى مدار سخرية من قبل غيره من المشاهير من أصحاب النفوس الصغيرة ومن أصحاب الفواحش واللاأخلاقية, ولا حاجة لتسمية بعضهم هنا فهم معروفون.
انه ذاك المسلم الذي أسلم في آخر سنة من حياته, فزاد ذلك من سخرية البعض تجاهه لا سيما من اللادينيين الذين اتخذوا منه مطية للانقضاض على الاسلام والديانات.

باختصار مايكل جاكسون هو ضحية نفاقكم يا بني البشر, ومهما سعى البعض لتبجيله بصفته ملكا لفن اسمه البوب, تبقى أيام حياته جحيما عاشه بسبب الحاجة التي أضحى البشر غير قابلين للعيش من دونها, وهي تتخذ أشكال عديدة منها: الشر, النفاق, الغباء, الجهل, الكفر بالله والانسان, الجشع, والعهر.

مايكل جاكسون ... ارقد بسلام.

كل عام وأنت حبيبتي

بعد الغد يوم عزيز على قلبي ...
وكيف لا يكون كذلك وهو يوم عيد ميلادك, عيد ميلاد الأميرة التي خطفت أنفاسي واستعبدت قلبي ؟
أتراك ظننت أني قد أنسى هذا التاريخ ؟ لا, لم أنسه ... ومع تراكم الوقت الذي باعد بيننا, تراكمت الأفكار في ذهني وتزاحمت فلم أعد أدري من أين أبدأ. ما زلت لا أدري لم هذا الاصرار من جانبك على التمادي في معاقبتي. الى متى ستظلين ساخطة علي, تعاقبين قلبي الظمآن بقطع امدادات الحب عنه ؟؟
يا ترى ماذا يدور في خلدك ؟
هل تحالفت معهم ؟ أهو عقاب لي لمجرد أني أرفض أن ألعب لعبتهم وأسلم أمري لهم ؟
واذا لم يكن هذا هو واقع الحال, فماذا تنتظرين لترفعي عني هذا العقاب ؟؟ الى أين المطاف ؟ والى أين السبيل ؟

على كل حال, عتابي عليك ما زال مراوحا مكانه. قد تكون هناك حيثيات لا أعلمها للموقف الذي تتخذين, ولكني أتساءل لم لا تقومين باعلامي اياها ؟
ربما هي حيثيات شخصية تخصك وحدك, مما قد يشكل السبب الذي يدفعك الى الاحجام عن الكلام, ولكني أستحلفك بالله أن تفكري فيها مليا, فعسى أن يغير ذلك شيئا في مجرى الأمور. ربما تشكل الحالة الشاذة الحاجز الأساسي بيننا, ولكن ألا ترين أنني بعد كل محاولاتي لم أتمكن من التخلص منها ؟؟
ألا ترين أنني حاولت تقريبا كل شيء حتى ضاقت بين يدي السبل ؟ وقد فشلت كل حيلي, ويبدو أنهم غير ناوين لتركي وشأني, فاذا كان هذا الوضع يحول بيننا, واذا كان المستقبل غير واعد بتغيير هذا الوضع, فالى أين المطاف ؟؟
أستظلين تنتظرين ما لن يحدث ؟
وهل سأظل هائما باحثا عنك دون أن ألقى شيئا ؟
فكري مليا بحق الله توقني أن البعاد بيننا انما هو أمر عبثي لا يفضي الى نتيجة. تأملي في كل ما حدث تعلمي أن لقاءنا كان الثمرة الأولى الذي ذهبت ضحيته, أفلا تنضمين الي لنحاول أن نقطف هذه الثمرة مرة ثانية, ونقول للعالم بأسره أنه لن يستطيع بكل افتراءاته وفساده وغبائه أن يفسد علينا فرحتنا وحبنا ؟ أرجوك أنصتي الى قلبي تدركي أن هناك قلبا في بقعة أخرى من العالم يهوى قلبك ويعشق روحك ويتطلع بأمل مطلق الى أي شعاع أمل يحمل اليه نبأ عنك ؟

يوم بعد غد هو عيد ميلادك, وكم هو عزيز علي هذا اليوم !!! وفي هذه المناسبة أجدد لك العهد وأجدد لك حبي, حب لا يقاس وقصة ليس هناك مثلها في قصص العالم بأسره. وان كان حب ليلى قد ساق قيسا الى الجنون, وحب هيلين قد ساق باريس الى الحروب,
فاعلمي أن حبك قد ساقني الى الجنون والحروب في آن, جنون يكرسه بعادك القسري عني الذي لم يسببه أفراد بل سببه تحايل العالم بأسره علي, وحروب أجد نفسي عالقا فيها ولا أدري أين المفر منها, حرب بين الخير والشر, وحرب بين اليقين والشك, وحرب بين العلم والجهل, وحرب بين الصفح والانتقام, وحرب بين الحب والحقد, وحرب بين الخلود والفناء ...
ولكن ان كان هذا الجنون وهذه الحروب ثمنا لحبي لك, فأنا أهل لهذا الثمن. ولا يبقى الا الأمل بلقائك في يوم من الأيام, وعسى أن يكون هذا اليوم قريبا كي أحظى أخيرا بالنظر الى عينيك, لأقول لهما كم أنا متيم بهما, وهل هناك أجمل من لغة العيون لشرح معاني الحب الدفينة ؟؟؟

تقبلي يا أميرتي مرة أخرى حبي الكبير, محملا بباقة ورد حمراء وبقبلة عبر الأثير.

27 أيار 2009

السبت، 2 مايو 2009

من الملام 2 ؟

السؤال الذي أطرحه من جديد هو : من الملام ؟
القضية التي تخص هذا السؤال هي التطرف الذي وصلنا اليه في مجتمعنا اللبناني, تطرف لمصلحة الطائفة قبل أي مصلحة أخرى. أخص بالذكر هنا – دون أن ينفي ذلك صفة التطرف عن الفرق الأخرى - التطرف السني المعاصر عند مناصري تيار المستقبل الذي لم يكن موجودا في زمن مضى, أو على الأقل ان كان موجودا فلم يكن بذات الدرجة التي يبدو عليها في الوقت الحالي.
هذا التطرف بلغ أوجه لأسباب عديدة, وهو بان واضحا جليا في العديد من الأحداث التي حصلت منذ سنين قليلة وحتى الوقت الحاضر. جريمة حلبا هي أبرز تلك الأحداث, تلك الجريمة التي ارتكبت بدم بارد نستدل منه موت أي ضمير في نفوس الذين ارتكبوها, وموت أي احساس بالانسانية وصولا الى حد ولادة مسوخ وأدوات قتل لطالما رأينا أمثلة عنها عبر التاريخ. احدى الأحداث الأخرى هي ما حصل مع لاعبي فريق العهد عندما مر باصهم في منطقة الطريق الجديدة, بحيث تعرض هذا الباص لهجمة من قبل شباب المنطقة, الله وحده يعلم ما كان ليحصل لو لم يعمد سائق الباص الى الهروب بركابه عبر احدى الطرق.

الأمثلة عن وجود هذا التطرف كثيرة, وكذلك الأمثلة عن وجود التطرف عند الفرق الأخرى عديدة هي بدورها, لكني أخص هذا التطرف بالذات بالسؤال التالي : ما الذي أدى اليه ومن الملام في الوصول الى هذه الحال ؟
لربما البعض يذكر بعض الأحداث الذي سأذكرها هنا, والبعض الآخر ربما لا يعلم بها لكنها حصلت يقينا. ففي الزمن الماضي, كان سكان الطريق الجديدة عرضة لكل أنواع الشتائم والمسبات. ممن ؟ من جمهور النجمة الشيعي الذي كان يعمد بعد كل لقاء لفريق النجمة الى الخروج من الملعب وصولا الى طريق الجديدة, حيث يكيلون الشتائم الى سكانها السنيين – وعذرا على هذا التصنيف الطائفي – ومن الأمثلة على تلك الشتائم : يا شيعيي يا شيعيي مننا ن*** كل السنيي ...

الكثير سينتقد هذا الكلام, فربما الحقيقة تجرح. ما أريد أن أصل اليه هو التالي ...
لكل من يرفض الصلحة مع أنصار تيار المستقبل وينعتهم بالتطرف أقول :
ان هذا التطرف هو من صنع أيديكم ...
هذا التطرف هو من صنع جهل بعضكم وتقصير البعض الآخر في بناء الشباب الواعي الذي لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يكيل هكذا شتائم ومسبات ...
لذلك فمن يعتقد منكم أنه غير مذنب وأن الفريق الآخر هو من يجب أن يقوم بالخطوة نحوكم, فهو واهم.
والآن هو الوقت المناسب للتكفير عن أخطاء الماضي ...
الآن هو الوقت المناسب لطلب الصفح واحتضان أولئك المتطرفين الذين لا يقلون تطرفا عن أي فريق آخر ...
الآن هو الوقت المناسب للقول لهم :
عذرا" ... انما أنتم أخوتنا في الدين والدنيا.

الأربعاء، 8 أبريل 2009

عتاب أحبة

قد تكونين عاتبة علي أو ربما ساخطة للمجرى الذي آلت اليه الأمور, بسبب خيارات قمت بها, ولكن الله يعلم أني لم أقم بها الا في سبيل الانتهاء من الوضع الذي يحول بيننا وعلى أمل أن نرتقي الى الأفضل ....
أنى لي أن أعلم ما كانت ستؤول اليه الأمور بعد تلك الخيارات ؟ فما يعلم الغيب الا الله, ومع أني رفعت في يوم من الأيام شعار التأمل في الحاضر بغية أفضل بناء للمستقبل, الا أن هذا الشعار ربما فشل معي حتى الوقت الحاضر, فها هو المستقبل يدخل متاهة المجهول مرة أخرى, ذات المجهول الذي احترقت بنيرانه في زمن مضى ...
الحقيقة أن السبل قد ضاقت بي, الا سبيلا واحدا كلما ابتعدت عنه ردني القدر الى أحضانه التي ترتسم براثنا وأنيابا في مخيلتي, كأن الله يأبى لي الا أن أسير فيه, ولكن يبقى ذلك نظرية فلو كان ذلك صحيحا ولو أعلم مشيئة الله في أمري لامتثلت دون تردد. ربما قد حان الوقت لخيارات أخرى, ولكن يبقى ذلك رهنا بالظروف التي ستحيط بالأيام المقبلة وعسى ولعل أن نصل الى الخير في النهاية.
تقبلي مودتي معطوفة على حبي العميق مشطرة بقبلة عابرة للقارات.

المفتاح هو الصبر

أتظنين أني لا أكترث ؟
أو أني بعد كل هذا الوقت فقدت أي احساس بالواقعية وأي تخطيط للمستقبل ؟قد أكون قد خسرت أي طموح في الحياة وخسرت أهدافي التي وضعتها نصب عينيعندما كنت في الغربة, لكني مع هذه الخسارة لم أفقد مبالاتي بمستقبلنا ...
لم لا تقولين لي ما يجول في خاطرك ؟
لم لا تفصحين لي عن أمنياتك وتطلعاتك لمستقبلنا, فقد أسعى الى تحقيق بعض منها ؟ربما لم أعد كما كنت ...
لم أعد بذات الشاعرية والروحانية بعد أن كان الدهر كيده العظيم,فدمر جزءا من ذاتي التي كانت في يوم من الأيام ذاتا عزيزة عليك ...
الحقيقة أن قلبي قد اسود وقسى فلم يعد يرى نورا في هذا الممر الذي يرمز الى الحياة.ولكن مع ذلك, ما زلت أنتظر. لربما يظهر النور فتعود لي حياتي ونعود مجددا الى الأمل معا".
نعم اني مذنب بحقك.
اني مذنب لجعلك تعيشين الأحلام والأمل بالحب واللقاء, ولأني بذلت الكثير في سبيل مثاليتنا ثم تخليت عنها بعد ذلك, فربما تتساءلين لماذا قمت بذلك ان كان ذلك سيذهب سدى, ولماذا دفعتك الى عيش الأحلام والآمال ان كنت سأعتكف عن الحياة وأرفض أن أستمر في الوضع الذي أنا عليه ....
يحق لك أن تطرحي هذه التساؤلات والحقيقة هي أني لا أملك جوابا لأي منها. لهذا طلبت منك السماح في أيام خلت وما زلت. عندما تركت الغربة وعدت الى الوطن كنت عازما على انهاء الوضع الشاذ, ولكني أيقنت بعد ذلك أني لا أملك أية وسائل للقيام بذلك. فاني ان اعتكفت عن الحياة فذلك لن يضرهم شيئا ولن يحركهم ساكنا. لذلك جاء تركي للغربة عبثا فهو لم يحقق ما كنت أصبو اليه.وحتى الآن لا أدري ما العمل ...
رجاءا تحلي بالصبر, وكما وصانا الله, فلا تكرهي شيئا لعله خير لنا,ولا تحبي شيئا آخر لعله شر لنا ...
وفي النهاية لا يأتي الا ما أمر الله وما نشاء الا أن يشاء, وان ارتأيت غير ما أرتئي قولي لي, عسى أن نصل الى خير ما.

عقاب مكتسب

أتراك بعد الذنب تعاقبينني ؟
أم بعد الفراق قد عظمت لامبالاتك ؟
أم هي الحالة الغير اعتيادية التي دفعتك للاحجام عن كل رد على رسائلي ؟
أم هي الأسباب الثلاث في آن ؟
ربما لا أتوق كثيرا الى فك شيفرات هذه الأسئلة, فأنا الذي رفعت في يوم من الأيام العصيبة عندما مكر الزمن, شعار التواصل الروحي رغم مئات الأميال التي تفصل بيننا. وأنا الذي تلذذت بالصمت عندما شعرت أن الكلام لا يجدي, فربما كل ما في الأمر أنك وصلت الى ذات النتيجة في الحاضر. لم أعد أجيد الكلام والشعر ...
لربما الحقيقة الموجودة في لاوعيي هي أنني أكبت قدراتي الغزلية لحين أن يكشف القدر عن وجهك المتلألئ بقطرات الشوق مع بعض اللمسات من لون طول الانتظار ... أو على الأرجح أني في حالة تعب لانهائية كبتت الكلمات في جحرها فلم أعد أستطيع النطق بأهوائي (طبعا باستثناء كلام التذمر من مكر الزمن ).

على الرغم من كل ذلك, يبقى هذا الحب أعظم من كل كلمة. وحتى لو امتلكت القوة على الكلام, لكان الكلام عاجزا عن تحويله على الورق. فتبقى كلمة يتيمة تقال لأميرة ملكت قلبي : "بحبك من لغاليغ قلبي".

السبت، 7 مارس 2009

سلام عليك يا صديقي R.I.P

الموت مرة أخرى يخطف من كان فينا ابنا وأخا وصديقا. انه الموت الذي لا ولن نجد له حلا, فقد كتب على البشرالفناء في هذا العالم.
ولكن ليس موت الشاب كموت الشيخ, بل هو الفاجعة تحل على أحبائه وأصدقائه.


ماذا أذكر من ذاك اليوم يا صديقي ؟

هل هو صوت والدك يسأل من سينادي عند الحاجة ؟
أم صوت والدتك تذكرني بأني لم أتمكن من رؤيتك قبل رحيلك ؟
أم هو صوت أخيك يترحم على سنوات الجهد في كلية الهندسة بعد
أن تخرجت منها منذ أيام قليلة ؟
أم صوت من اخترتها حبيبة لك وأميرة لقلبك تذرف دموع الأسى عصيرا من قلبها الذي احترق عند سماع خبر وفاتك ؟
أم صورة رفاقي ورفاقك قد ذبلت الدنيا في وجوههم فلم يعودوا يرون أخضرا فيها ؟
ماذا أذكر من كل تلك الأصوات التي ناحت بملئ حناجرها في وداعك يا أيها المهندس اليافع ؟

كثير من الأسئلة يدور في خلدي ...
لكن أكثر ما يقض مضجعي هو تخاملي عن زيارتك في اليوم الذي سبق رحيلك بعد أن أصابني المرض.
يا ترى هل كانت تغيرت خريطة القدر ان اخترت طريق زيارتك ؟ يا ترى هل كنت لتكون الآن موجودا بيننا لو سارت الأمور على غير نحو ؟ لربما لو كنت موجودا آنذاك لقمنا بمليون خيار غير استعارة تلك الدراجة النارية اللعينة.
تبا للقدر !!


لك مني يا صديقي سلام وشهادة تحية
سلام عليك يا صديقي مني سلاما هاشميا
سلام عليك يوم توفيت ويوم تبعث حيا
اني أشهد أنك أقمت الصلاة مؤمنا قانتا تقيا
أشهد أنك لم تكن يوما لوالديك شقيا
بل بارا عطوفا رؤوفا مذ كنت فتيا
وأشهد أنك للحب كنت وفيا
وللأخوة والصداقة وليا
وعلى الضغينة والحقد عصيا
ومن ساحة الكسل والخمول قصيا
حتى دنا الأجل فكان أمرا مقضيا ...

لك مني يا صديقي ألف تحية
ستبقى خالدا فينا وذكراك غير منسية
ذكرى نبيلة خالدة أبية
وهنيئا لك خلودك في الدار السماوية
وتعسا لنا بقاءنا في الدار الدنيوية

لن أقول وداعا .... بل الى اللقاء ...
في دار البقاء
بعد دار الفناء
Rest In Peace

الأحد، 15 فبراير 2009

من الملام ؟

العديد منا يعيش في حياته اليومية مشاكل لا تحصى التي ربما أسوأها هي التي تحصل مع أناس آخرين. ما يلي هو محاولة للتأمل في احدى هذه المشاكل والغوص في ظروفها مع الخوض في البداية في مسألة واحدة لبنانية داخلية لها أبعاد اقليمية ...

اليقين عندي هو أن قلة من المشاكل يكون وراءها طرف واحد لا غير, فتكون الأطراف الأخرى لها على حق مطلق. فاليقين هو أن كلا" منهم مذنب الى حد ما وبنسب متفاوتة, ويزداد هذا الذنب اذا ما انفك أحدهم يكابر على الآخرين ويدعي عدم ارتكابه للأخطاء وعصمته المطلقة, فالاصرار على الخطأ وعدم الاعتراف به انما هو يؤدي الى تعاظم الذنب والى تفاقم الأزمات دون حلها. واذا كان التساؤل عن المخطئ الأوحد لا يصبو الى جواب, يبقى السؤال الأكثر استقطابا" : من الملام عن تفاقم الوضع ؟

تستحضرني في هذه اللحظة مسألة لبنانية ما هي الا مثل عن قضية لا يجد لها أي كان حلا, وهي مشكلة خوف الأقليات من طغيان الأكثرية. المسألة اللبنانية المعنية لا تتعلق بأقلية في لبنان بل بالوجود المسيحي فيه الذي يشكل نصف سكانه. ولكن هذه المسألة مرتبطة بالمشكلة المشار اليها بسبب خوف المسيحيين من طغيان الأكثرية المسلمة الاقليمية, الأمر الذي أدى على مرار السنين الى رفضهم فكرة الوحدة مع المحيط رفضا تاما, كان أولها في نهاية الحرب العالمية الأولى عند قيام دولة لبنان الكبير الذي كان الفضل الأكبر فيه الى اصرار المسيحيين على الانضمام الى وطن لا يشكلون فيه أقلية بل فرقة لها وزنها على كافة الصعد لا سيما على الصعيد السياسي.

هذه عينة صغيرة من مشكلة الأقليات في العالم, التي من شأنها تفتيته وشرذمته بدلا من تحقيق الوحدة بين بني البشر بسبب سعي كل أقلية الى الاستقلال في اقليم ما, للمحافظة على حقوقهم وللشعور بالأمان بوجود وزن لهم في الدولة. وهكذا ففي القرن الذي ارتفعت فيه راية الاممية وسقطت بين المفكرين فكرة الدول القومية, نرى أقصى حالات التشرذم التي يبشر القرن الجديد باستمرارها. والسؤال مجددا : من الملام في ذلك ؟
هل هي الأقليات التي ترسخ عندها عدم الشعور بالأمان ؟
أم هي الأكثرية التي أمعنت في الجهل والفساد وسوء الحكم, بحيث رأينا بأم أعيننا الأكراد على سبيل المثال يبادون بالأسلحة الكيماوية من قبل نظام الحكم الديكتاتوري القومي المهترئ الذي يطبل له أصحاب القومية العربية وينادونه بالشهيد ؟
هل هم المسيحيون في لبنان الذين ذهبوا في اللحظات العصيبة الى التحالف مع أكثر الحركات عنصرية بعد النازية وهي الصهيونية لمواجهة ما وجدوا فيه خطرا عند الفلسطينيين ؟
أم هم الذين سمحوا للخوف بالدخول الى قلوب هؤلاء فشعروا بالحاجة الى المقاومة والقتال ؟
أليست الأكثرية التي بهدفها الى صهر الأقلية في بوتقتها أثارت الذعر في نفوسهم, هي الملامة قبل أي شيء عن تدهور الأوضاع ؟
اليقين أن الخطر بالنسبة الى المسيحيين في لبنان لم يكن يتمثل في الفلسطينيين وحدهم بل في المحيط المسلم بكامله. وما مصير الأكراد في شمال العراق الا أبرز محفز لتعاظم الخوف من احتمال حدوث ذات الشيء ان عاش المسيحيون اللبنانيون في نظام قومي ديكتاتوري كنظام صدام.

ما سلف ليس لتبرير تصرف أي فريق لبناني في الحرب عندما تحالف مع الصهيونية, فهؤلاء ذاهبون لا محالة مع الصهيونية نفسها الى مزبلة التاريخ بكل عنصريتهم واجرامهم, شأنهم شأن كل من ارتكب جرائم في الحرب الأهلية اللبنانية. انما الهدف هو وضع اليد على الجرح كي لا تتكرر أخطاء الماضي, لا سيما عند الشعب الذي هو وراء أي فريق سياسي لبناني, كي يكون واعيا الى المشكلة الحقيقية التي تتمثل بانعدام الشعور بالأمان, والذي لن توفره يقينا الصهيونية لهم. ما يوفر الأمان هو الأمانة والصدق في التعاطي مع المشكلة, وقيام حوار مع الأكثرية المسلمة الاقليمية التي هي الملام الأول عن ذهابهم أبعد من حدود الوطن والانسانية.
والثابت على مر التاريخ أنه ان كان من مبادرة أولى يجب أن تقام, فهي مبادرة القوي عند الضعيف, والأكثرية عند الأقلية والغني عند الفقير. فمن يشعر بانعدام الأمان هو من يجب طمأنته, ومن يملك القوة أي الأكثرية هي من يجب أن تفعل ذلك.

في الختام لا يبقى الا الأسف على توجه العالم الواضح في الوقت الحاضر الى المزيد من العنصرية لا سيما في قيام الدول العنصرية كاسرائيل بدل من قيام الدولة الاممية التي توحد بني البشر والتي ربما من شأنها أن تشكل حلا نهائيا للحروب والصراعات بين الدول.

الثلاثاء، 10 فبراير 2009

كل عام وأنت أميرتي

تساءلت كثيرا هذا العام ماذا أفعل ...
هل أبقى صامتا أم هناك كلمة لا بد أن أقولها ؟ واليقين هو أني حتى لحظة كتابة هذه الكلمات ما زلت لا أدري ما أقول.
أترى هل كان الصمت أجدى أم الكلام أفضل ؟
لا أعلم منزلة كل منهما في نفسك, ولكن قررت أخيرا أن أحاول على الأقل تهجئة كلمة ما, بعد هذا البعاد الطويل بيننا.

في هذه الظروف التي أعيشها والتي قدر الله أن يكون لها أثر على حياة أخرى غير حياتي, هناك العديد من السلبيات والقليل من الايجابيات. لربما احدى ايجابياتها هو أنك تعلمين جيدا ما أعيشه في حياتي اليومية, ما يجعل مهمتي سهلة في سرد أحوالي, فأغلب الظن هو أني ان أخطأ في أمر ما بحقك تسامحيني وتصفحي عني لعلمك بصعوبة حالي واشتداد أزمتي, دون أن يعني ذلك عدم عنايتي واسترسالي في الخطأ أو تبريره, فالله أعلم بما يدور في خلدي والله أعلم بمدى ندامتي على بعض الأخطاء.

أما الجزء الصعب سرده وهو ما لا تعلمين مما يدور في خلدي, فاني أدرك تماما مدى صعوبته لأني أعيشه بنفسي فلا أعلم بما تفكرين بعد هذا الافتراق القسري بيننا. من جانبي هناك كلمة واحدة أقولها لك ...
مهما حصل اعلمي جيدا أني لا أفكر الا في كيفية حل العوائق التي تحول بيننا دون أن أضمن هذا الحل أو أن أضمن العواقب التي تترتب عن هذا السعي ...
مهما حصل اعلمي جيدا أن حبي صادق وكما قلت سابقا ما أرضى عنك بديلا من نساء الكون بأسره ان شئت أن تكوني أميرتي, واعلمي أنك ان لم تشائي ذلك كننت لك صداقة صادقة بذات الصدق الذي في حبي ...

هذا في ما يتعلق بالاستمرار في وعدي السابق مهما حصل, أما فيما آمله من الآتي فاني آمل طبعا لقاءك وآمل أن تقبلي حبي لا صداقتي دونه ... آمل أن ألقى على وجهك أمنيتي الكبرى وهي نظرة الرضا والسعادة. ما أرومه من هذا الكلام هو أن تطمئني لموقفي,

وأن تعلمي أن حبي لك باق أبدا ما بقي الليل والنهار, وأنه مهما كان قرارك سواء كان ايجابيا أو سلبيا فأنا أتفهمه جيدا, لوجود شتى الأسباب لكل منهما ...

في عيد العشاق هذه السنة لك مني أزهى وردة عبر الأثير, وكم كنت أتمنى أن ترسم مشوارها من يدي الى يدك في عالم الكبار ... ولك مني أيضا قبلة أترك لك حرية كتابة مشوراها كسالفتها, مع أملي أن أقرأ في يوم من الأيام قصة كلتيهما فأفرح بهما فرحة الأم بطفليها.

في عيد العشاق هذه السنة تبقى هناك كلمة واحدة لأقولها .... كل عام وأنت أميرتي.

الجمعة، 30 يناير 2009

بين الدين والديانة

" الطالمة الكبرى هي في الوسائل التي أخبرتنا بوجود الاله الواحد, أي الديانات, بحيث يعجز المرء عن معرفة دين الله ".
هذا ما قاله أحدهم في معرض الحديث عن الدين وعما هو السبيل الى الخلاص.
ويتابع الرجل : " لا تدخل الجنة الا عبر ايمانك باليهودية, لا تدخل الجنة الا عبر ايمانك بالمسيحية, لا تدخل الجنة الا عبر المحمدية, فليخبرني الله أولا ما هو دينه كي أعتنقه. "
اليقين هو أنه يخفى على الرجل أصلا ما معنى الدين, فهو يسعى للبحث عن الدين بين ديانات عدة ولا يفرق بين الدين والديانة مع أن الفرق واضح بين الكلمتين من حيث تركيبة كل منهما, ولكن مع هذه الفروقات "الطاسة ضائعة" ولا أحد يحاول أن يفقه حقيقة الفرق بين الدين والديانة.
الحقيقة هي أن كلمة "الديانة" لم ترد مرة واحدة في الكتاب, بينما "الدين" فنراه في كل أنحائه, ولنعلم ما قد يعنيه هذا المصطلح فعلينا أن نعود الى المصدر الذي ظهر فيه, والآيات التي يرد فيها كثيرة.
احدى الآيات تقول : " ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خليلا ", وفيها نرى جيدا أن الدين الحسن انما يكون في الاسلام لله والاحسان, وأن ابراهيم عليه السلام كان مثالا عمن هم على الدين الصحيح. نصل هنا الى الاستنتاج أن الدين انما هو النظام الذي يتبعه الانسان, فالعنوان العريض للنظام المدعو اليه الانسان هو الاسلام لله مما يعني طبعا الاقرار به فمن يسلم وجهه لرب العالمين لا بد أنه يقر بوجوده, وطبيعة النظام الصحيح هو خليل الله ابراهيم عليه السلام.
تقول آية أخرى : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ",
اذا" الله أكمل النظام الذي يجب أن يسير عليه البشر في حيواتهم, وبالتالي فالدين انما مصدره الهي, وهنا السؤال المهم : هل ما يقوم به البشر هو ما ينص عليه الدين الحق الذي ارتضاه الله نظاما للبشر ؟
هل النظام الذي يتبعه البشر هو فعلا النظام أو الدين الذي أنعم الله به على الانسان والذي يجد فيه الخلاص من كل وهن ؟


اليقين هو أنه ما من عاقل يستطيع أن يدعي أن ممارساته هي الصواب, فما من انسان معصوم والكل معرض للخطأ, ليس فقط في أعماله بل في أفكاره ومعتقداته أيضا. وفي هذه النقطة أشرت سابقا الى ضرورة اخضاع أي معرفة نستقيها من أي مصدر كان, الى محكمة عقولنا والى عملية التأمل التي تغدو ضرورة لتمييز الخطأ من الصواب, والوهم من الحقيقة, دون حتى أن يوصل ذلك بسرعة الى الصواب المطلق فما من شيء كفيل بذلك الا رحلة طويلة, حياة واحدة لا تكفي للقيام بها على أكمل ما يكون, أي أن الرحلة تستوجب تضافر جهود المجتمع البشري بأسره. بالعودة الى موضوع الدين الأصيل, وأعني بهذه العبارة هنا وطوال الحديث طبعا الدين الذي ارتضاه الله نظاما للبشر, فلا أحد يمثله في ممارساته بل هو الذي يمثل الشكل الذي يجب أن تكون عليه ممارسات البشر. وان كان من بشر يتبع الدين بشكل صحيح بحيث يصبح مثالا يحتذى به, فبالطبع لا أحد يعلمه الا الله وهو الوحيد القادر على أن يحكم بصحة النظام الذي يتبعه أي شخص وتطابقه مع الدين, ومن الله نعلم أن ابراهيم هو من هؤلاء البشر.
ولتوضيح هذه النقطة, الكنيسة مثلا لا يمكنها بتاتا أن تمثل الدين حتى لو ادعت ذلك, ويمكن الذهاب الى حد القول أنها ابتعدت أشد البعد عن الدين من خلال دورها في الحروب وفي اشعال الفتن بين أنظمة الحكم في أوروبا بدل من السعي الى ارساء السلام, ومحاكم التفتيش في القرون الوسطى خير دليل على ابتعادها عن الدين ...
والأمر ينطبق أيضا على كل من يدعي أنه وكيل الله على الأرض, فما من بشر منهم يمثل الدين ولو ادعى ذلك.
اذا" فالدين هو النظام الذي يحكم حياة الانسان, فترى بعضا من البشر دينه هو السعي الى المال الوفير, ومنهم من دينه السعي الى التلذذ بحاضره الى أقصى حد حتى لو كان ذلك على حساب مستقبله, الى ما لا يحصى من أديان يتبعها البشر وهي بالطبع ذي مصدر بشري وليس الاهي, فاما الالهي فهو دين واحد لا ثاني له.


من هنا ننتقل الى الديانة ...
هي ليست بحاجة الى من يعرف عنها, وهناك العديد منها.
منها ما يطلق عليه لقب السماوي كالديانة اليهودية والديانة المسيحية والديانة
الاسلامية. ومنها ما هو ليس كذلك كالبهائية والهندوسية والبوذية والكنفوشية وغيرها. كل الديانات لها جذور في الدين, ويوجد فيما بينها العديد من التشابه لا سيما في ما يتعلق بطبيعة النظام, وليس في عنوانه الأساس بحيث نجد اختلافا بينها فمنها ما يدعو الى التوحيد ومنها ما يدعو الى الايمان بثالوث الخ, ويعود هذا التشابه الى أصل الديانات وهو الدين.
والسؤال هنا هو التالي :
اذا كانت الديانات كلها ذا أصل واحد, فلماذا الاختلاف بينها وكيف حصل هذا الاختلاف ؟ الجواب بسيط للغاية, وهو تيه البشر عن الدين الذي جاء به كل الرسل للناس, مع الاشارة الى أن المتأملين في الكون قد يصيبون من الدين قدرا مهما دون أن يكونوا بحاجة الى رسل يكونون وسطاء بين الله والانسان يوضحون هذا الدين, ومن هؤلاء كل الحكماء الذين كانوا يحثون شعوبهم على الخير ...
فالرسل اذا" جاؤوا جميعهم بدين واحد على مراحل زمنية متباعدة, وبعد رحيلهم تاه البشر عن بعض الدين فأصبحوا يدينون بالديانات (وسأورد بعض الأمثلة عن مكان ابتعاد الديانات عن الدين الأصيل برأيي تبعا لمحكمة الكتاب) مما استوجب طبعا رسلا آخرين ليصححوا تلك الديانات لتعود الى جوهر الدين. فموسى عليه السلام بشر بالدين بشرا لم يهدهم الله من قبل, ثم جاء المسيح عليه السلام ليصلح الديانة التي انبثقت عن الدين عند بني اسرائيل.


بين الدين والديانة ....
بالاذن من الدكتور علي شريعتي رحمة الله عليه, الذي أجله وأحترمه من كل قلبي على ما أتى به من حكمة بالغة عن المعنى الأصيل للتشيع, وبعد أن قام بمقارنة بين التشيع العلوي والتشيع الصفوي, أسمح لنفسي أن أقيم مقارنة بين الدين والديانات, دون أن أسمي الديانة المعنية في كل مقارنة, تاركا ذلك الى استنتاجاتكم ...


في الدين .... كما قال الله في محكم كتابه, فان الحكمة هي هبة من الله يختص بها بعض البشر دون غيرهم, فتقول احدى الآيات : "يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر الا أولوا الألباب" ...
ويأمر الله في الكتاب المسلمين الطاعة, طاعة الله والرسول وأولي الأمر من البشر, فتقول احدى الآيات :
" يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا "
اذا" فالدين يقوم على طاعة أنس قد وهبهم الله من لدنه الحكمة, والحكمة سهلة التمييز بين جهالة البشر, والبشر مدعوون الى طاعة أولي الأمر الذين يتميزون بها ...

أما في الديانة, فترى من بين أولي الأمر أو من يطلق عليهم اسم رجال الدين, من هو أشد الناس جهلا و"فتنوية" ومرسخا للفرقة بين المسلمين والبشر, وما فتوى رضاعة الكبير أو تقديم الورود للمريض الا أمثلة صارخة على جهل بعض هؤلاء, وما أحاديثهم الا خير دليل على فتنويتهم التي تصيب المجتمع المسلم والبشري بشكل عام مصابا بالغا بحيث أصبحنا نرى مسلمين يلحقون الأذى بالمساجد ويحرقونها لمجرد أنها لا تتبع الفرقة التي رسخها المفتنون قداسة في عقولهم ...

في الدين, يأمر الله البشر لا سيما المسلمين بالوحدة لأن الفرقة من نزغ الشيطان,
بل ويتوعد الذين يتفرقون في دينهم بالعقاب ...
تقول احدى الآيات : "وما تفرق الذين أوتوا الكتاب الا من بعد جاءتهم البينة وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويأتوا الزكاة وذلك دين القيمة ", في اشارة واضحة الى أمر الله والى الدين القيم ...
وتقول أخرى : " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون ", وهي واضحة في القول أن محمدا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم انما هو براء من الذين تفرقوا في دينهم, أي أنه براء من كل من يزيد على كونه مسلما, أي أن يقول أنه سني أو شيعي أو غيرها من التسميات التي ترسخ الفرقة بين المسلمين ...
كذلك تقول آية ثالثة : " ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ", وفيها توعد بالعقاب لكل من يقبلون بالفرقة, لمجرد أن ذلك يؤدي الى الفتنة والى الاقتتال وسقوط الأبرياء ضحايا جهالة البعض وتيههم عن دين الله الأوحد والأصيل ...
أما في الديانة, فترى في الديانة الواحدة فرق تكاد لا تحصى, والأنكى من ذلك يكفرون ويشتمون بعضهم البعض ويتقاتلون ويقتلون بعضهم البعض, حتى وصل بهم الأمر في الديانة الاسلامية (وهو أمر أشهد عليه من خلال الأنترنت في أيام خلت ولا أدري ان كان لا يزال قائما حتى اليوم) الى طلب فيديوهات ذبح مسلمي الفريق الآخر والتلذذ والتغني بها ...


في الدين, يكون كل البشر سواسية أمام ربهم لا يجزون في الدنيا وفي الآخرة الا ما كانوا يفعلون, مع تفضيل بعضهم على البعض الآخر بدرجات معينة تبعا لأعمالهم ولما يستحقون. ومن الأمثلة على هكذا تفضيل, اختيار شعب ما عبر التاريخ يرسل اليه الرسل يوضحون له الدين القيم ويهدونه من الظلمات الى النور ...
أما في الديانة, يعتقد أغلبية الشعب أنهم الشعب المختار من قبل الله في كل الأزمان والأوطان, وأن باقي البشر انما هم حثالة ومخلوقات أدنى مستوى مقارنة معهم, في مثال سافر على عنصربتهم. والأنكى من ذلك الذهاب الى حد تقديس أنفسهم, كما لو يتوجب على باقي البشر أن يكونوا خدما لهم, وان لم يفعلوا ذلك يرتكبون بحقهم الفظائع التي من سخرية القدر كانوا يتعرضون لها في زمن من الأزمان, فلم يكن ذلك كافيا لايقاظهم مما يرتكبون بأنفسهم اليوم من جرائم لا تقل وحشية عنها ...


في الدين, تكون للرسول المكلف بتفسير الدين أهمية رمزية وليس حقيقية, أي أن الخلاص يكون في اتباع الرسول اتباعا رمزيا, وذلك انما يكون في الحقيقة من خلال اتخاذ الدين الأصيل نظاما أوحدا في حياة الانسان. فطاعة الرسول تكون من خلال طاعة الله في ما جاء به في رسالته, بحيث قد يوجد بشر لم يسمعوا بذاك الرسول قط, الا أنهم يطيعونه في حيواتهم ويتبعون الدين في نظامهم اليومي, فيكون ذلك خلاصا لهم في الدنيا وفي الآخرة ...
أما في الديانة, تقول كل واحدة أن الخلاص لا يكون الا في اتباعها وفي طاعة الرسول الذي انبثقت عن رسالته, بحيث يكون مصير كل من لا يؤمن بذاك الرسول النار, ويعتبر في الدنيا من قبل القيمين على الديانة كافرا حتى ولو كان خيرا ومتبعا الدين في حياته اليومية ....


في النهاية, لا يبقى الا أن أستعرض بعض الآيات التي تتكلم عن الدين في القرآن, وهي أكبر شاهد ودليل على صحة التفسير الذي أتكلم عنه وعلى كون الدين أسمى من أي ديانة ومن أي ثقافة, وأنه لا يوجد الا دين واحد أتى به جميع الرسل والأنبياء وهو الدين الأصيل الذي يشكل بالطبع الغاية التي يجب أن تصبو اليها ديانات البشر, كما يشكل الوسيلة الوحيدة للخلاص في هذه الدنيا وللنجاة في الآخرة ...
سورة البقرة 112 بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون
سورة آل عمران 83 أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموت والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون
آل عمران 85 ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين
النساء 125 ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا
النمل 44 قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمن لله رب العالمين
الزمر 54 وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون
البقرة 132 ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يبني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون
آل عمران 19 إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب
يوسف 40 ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون
الروم 30 فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون
البينة 5 وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة

الثلاثاء، 6 يناير 2009

الاثنين، 5 يناير 2009

Stone Age


Spare the 1-ton bomb, Spoil the child

For more cartoons click Bendib cartoons

الأحد، 4 يناير 2009

محاولة فاشلة

هذه محاولة للقيام بتحليل لما يحصل حاليا في الحرب على غزة, وهو سيكون تحليلا فاشلا بنظر العديد – الحقيقة تجرح. حاليا هناك أزمة انسانية ... أو بالأحرى تفاقم لأزمة فالأزمة الانسانية كانت دائما موجودة تارة بحصار وتارة أخرى بصدام مسلح. السؤال الأهم الذي هو هدف هذا التحليل الفاشل هو : ما الحل لانهاء الأزمة الحالية ومنع سقوط المزيد من الضحايا ؟
أبدأ على صعيد الأطراف المتصارعة ...
الطرف الفلسطيني لديه خيارين : اما المقاومة المسلحة أو الاستسلام ووقف اطلاق الصواريخ.
الخيار الثاني لن يقوم به طبعا, بسبب عدم وجود أي وسيلة ضغط على المحتل لوقف المجازر بحق أهل غزة, العالم بعضه يدين وبعضه يبارك ولا أحد يسعى الى خطوات عملية, كقرار الزامي من مجلس الأمن لوقف اطلاق النار. اذا توقفت المقاومة الفلسطينية لا شيء يلوح في الأفق من جهة الاسرائيليين لوقف الصدام, لذلك في هذه الحالة ما من خيار آخر الى المقاومة, واذا كان هناك خيار آخر أمام الفلسطينيين غير انهزامي ويضمن حقوقهم, فليتفضل من يراه الى الساحة وليعلنه. الطرف الاسرائيلي باستطاعته وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة, والأكيد هو أن الصواريخ الفلسطينية سوف تتوقف بدورها, ولكن لا يبدو أن هذا الطرف مستعدا لذلك, فالهدف موضوع وهو ليس خاف طبعا وهو تحقيق انتصارات عسكرية لمآرب سياسية في الانتخابات الآتية ولن تتوقف الحرب حتى تحقيقه.


اذا" تبعا لتحليلي "الفاشل", انهاء الحرب الحالية والأزمة بشكل عام من قبل أحد الطرفين لا تبدو قريبة وربما مستحيلة, واذا كان من حل فهو في أي ضغط من المجتمع العالمي.
على الصعيد العالمي والعرب ... هل من حل يمكن أن نأمل به في الدول الأخرى حول العالم ؟
الحقيقة هي أن الدول منقسمة الى ثلاث مجموعات : فرقة تساند المحتل, وفرقة تساند المستضعف, وفرقة تقف على الحياد. طبعا بالنسبة للفرقة الأولى فهي لا يعول عليها لايجاد أي حل للأزمة الحالية ولا للصراع العربي الاسرائيلي, فالحل يكون في اعطاء الشعب الفلسطيني حقه, أعني بذلك طبعا الحق الكامل وأساسه قيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة لا تكون دولة تابعة لاسرائيل, ولا سيما الحق الحالي والانساني والمتمثل برفع الحصار عن غزة. فاذا كانت الفرقة الأولى تساند المحتل وتدعمه بالكامل بل وحتى بعض الدول تصل الى حد التلازم في كل شيء معه, فتنطق أبواقها بأهوائه سواء كانت محقة أو باطلة, فمن المستحيل التعويل عليها للوصول الى تحقيق حل للأزمة.
أما بالنسبة للفرقة الثانية, فهي بمعظمها دول يوجد بينها وبين الغرب صدام سياسي يصل الى حد الأمني, منها جميع الدول المعادية للفكر الاستعماري الأميركي ومنها فنزويلا وايران وغيرها من الدول ... هذه الدول طبعا تندد بلهجة شديدة الجرائم التي تحصل بحق الفلسطينيين, لا سيما لفداحة هذه الجرائم مقارنة بخسائر الطرف الاسرائيلي. والسؤال : هل باستطاعتها أن تفعل أكثر من ذلك ؟
يقول العديد : لماذا لا تعمد هذه الدول لا سيما ايران الى التدخل العسكري لصالح الفلسطينيين ؟؟
والواضح هو أن هذا السؤال تافه ومغرض, لأنه ان فعلت ذلك تندلع حرب اقليمية وربما عالمية لا أحد يعلم ان كان العالم سيخرج منها سالما. وذات النتيجة تنطبق على كل الدول, فالتدخل العسكري من أي دولة أخرى أو أي طرف آخر سيدفع الى أزمة أخطر وأوسع. ولكن يبقى الخيار الاقتصادي ... وسأتطرق الى هذه النقطة فيما بعد.
الفرقة الثالثة لا يمكن الاعتماد عليها طبعا, فهي تفضل الحياد على أن تدخل في أدغال الأزمة.



اذا" الخلاصة هي أن أي خيار عسكري لا يؤدي بتاتا الى الحل لوقف الأزمة, بل هو يصب الزيت على النار فتغلي المنطقة أكثر وأكثر. ولكن الواقع هو أن هذا الخيار هو واحد بين خيارات عديدة أخرى, هدفها جميعها الضغط على المحتل أولا لانهاء هذه الحرب الحالية, وثانيا لانهاء الأزمة والصدام في المنطقة بشكل كامل وجذري. فما من حل يقضي بالضغط على المستضعف, وما من شريعة في العالم تقول بتنازل المستضعف لأن من يملك الخيرات هو القوي ومن يجب أن يتنازل ويتصرف باعتدال هو مغتصب الحقوق.
وهنا نصل الى النقطة المهمة جدا ... لماذا لا يقوم العالم, لا سيما الدول المساندة للمستضعف بالقيام بهذه الخيارات السلمية للضغط على المحتل ؟؟
في اليومين الماضيين هاجم العديد من الغاضبين الدول العربية لأنها لا تفعل شيئا, وما يلي لن يكون بتاتا في هذا السياق. أريد فقط أن أسائل تلك الدول التي هي ربما المساند الأول للقضية الفلسطينية وللحق المغتصب, والمساءلة هي حق لا أحد يسلبه. أولا حتى الآن لم أسمع الا القليل من الادانات الشديدة اللهجة, ففي هذه الحال الادانة المقتضبة تسبب الاحباط لكل من يغلي في الشارع بسبب المجازر التي ترتكب. سيقول البعض أن ذلك لم يحصل لأن حماس هي المسؤولة عما يحصل,وأنا لن أدخل في مناقشة جدوى أعمال حماس العسكرية في السعي الى رفع الحصار عن غزة, ولكني أقول لهؤلاء : هل الشعب الفلسطيني المحاصر مسؤول أيضا عما يحصل ؟ هل مجرد اختيار الشعب لحماس في الانتخابات يجعله مسؤوله عن أي عمل عسكري تقوم به حماس ؟ أنتم يا من تسمون أنفسكم مسلمين, ألا يقول الله في الكتاب من أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس أجمعين ؟؟
المطلوب ليس التدخل العسكري, أي لن يخسر المسلمون فردا هنا من أجل احياء فرد هناك, المطلوب هو التضامن والضغط من أجل انقاذ أهل غزة في هذه الحرب, وفي كل المناسبات الطارئة في المستقبل.
اذا" فالتدخل السلمي واجب على كل الدول العربية والاسلامية وكل الأحرار في العالم لتشكيل قوة ضغط على اسرائيل ومن وراء اسرائيل.



وهنا التمني على كل تلك الدول : يا قوم لديكم سلاح هو أقوى سلاح ضغط في العالم بأسره, وهو سلاح النفط ... المطلوب هو تشكيل ضغط على العالم بأسره لينخرط في عملية البحث عن حل جذري للأزمة يعطي الشعب الفلسطيني حقه, بحيث
لا يعود هناك من دافع للمقاومة المسلحة. الأكيد هو أنه ليس بالامكان قطع امدادات النفط بالكامل لأن ذلك سيسبب أزمة اقتصادية في الدول المعنية نفسها. المطلوب الحد الأدنى من تقليل الانتاج, وتلك الدول تفقه في ذلك أكثر من أي شخص آخر, تقليل الانتاج الى الحد الأدنى الذي يوفر دخلا يؤمن حدا أدنى من الاستمرارية الاقتصادية حتى لو ترافق مع قليل من المعاناة, فهل هناك أسمى من أن نعاني نصف ما يعانيه الشعب المحاصر ان كان ذلك يؤدي الى خلاصه ؟ هذه الخطوة لا بد أنها فعالة, لا سيما ان تمت باتفاق بين جميع الدول النفطية العربية والاسلامية ...
هذا النداء موجه الى كل تلك الدول دون استثناء, وهم يعلمون جيدا أن هناك الكثير مما يمكن فعله. والهدف ليس فقط انهاء هذه الأزمة وانما حل القضية الفلسطينية بالكامل, كفى شرذمة وقعودا وخمولا !! أما بالنسبة للشعوب, فالمحبط هو ألا نرى الا القليل في الشوارع يتظاهرون ويعبرون عن سخطهم.
في النهاية لن أشتم الخاملين, بل تلك أسوأ عادة قد يقوم بها البعض لأن ذلك يهدم دون أن يبني ... ولن أهاجمهم, فذلك لا يغير شيئا من واقع الحال .
هناك فقط كلمة واحدة تقال هنا : ان لم تفعلوا شيئا لنصرة المستضعف فالله أولى بكم.
ليس المطلوب الذهاب الى التهلكة ولا التدخل العسكري ولا أي شيء من هذا القبيل.
المطلوب هو الحزم ...
المطلوب هو الغضب ...
المطلوب هو اظهار النية الطيبة ...
المطلوب هو السعي الفعلي الى السلام, لا الجلوس على طاولة واحدة مع المجرمين في المؤتمرات.
المطلوب هو ..... نصرة الحق, والحق واضح جلي.
والله أولى بكل من لا يفعل ذلك.

السبت، 3 يناير 2009

We Will Never Forget


REST IN PEACE
From a letter to Rachel’s mother dated February 27th, 2003:
Love you. Really miss you. I have bad nightmares about tanks and bulldozers outside our house and you and me inside. Sometimes the adrenaline acts as an anesthetic for weeks and then in the evening or at night it just hits me again - a little bit of the reality of the situation I am really scared for the people here.
Yesterday, I watched a father lead his two tiny children, holding his hands, out into the sight of tanks and a sniper tower and bulldozers and Jeeps because he thought his house was going to be exploded...I was terrified to think that this man felt it was less of a risk to walk out in view of the tanks with his kids than to stay in his house. I was really scared that they were all going to be shot and I tried to stand between them and the tank. This happens every day, but just this father walking out with his two little kids just looking very sad, just happened to get my attention more at this particular moment... When I come back from Palestine, I probably will have nightmares and constantly feel guilty for not being here, but I can channel that into more work. Coming here is one of the better things I've ever done. So when I sound crazy, or if the Israeli military should break with their racist tendency not to injure white people, please pin the
reason squarely on the fact that I am in the midst of a genocide which I am also indirectly supporting, and for which my government is largely responsible.
I love you and Dad

Rachel Corrie Memorial Website