الأربعاء، 8 أبريل 2009

عتاب أحبة

قد تكونين عاتبة علي أو ربما ساخطة للمجرى الذي آلت اليه الأمور, بسبب خيارات قمت بها, ولكن الله يعلم أني لم أقم بها الا في سبيل الانتهاء من الوضع الذي يحول بيننا وعلى أمل أن نرتقي الى الأفضل ....
أنى لي أن أعلم ما كانت ستؤول اليه الأمور بعد تلك الخيارات ؟ فما يعلم الغيب الا الله, ومع أني رفعت في يوم من الأيام شعار التأمل في الحاضر بغية أفضل بناء للمستقبل, الا أن هذا الشعار ربما فشل معي حتى الوقت الحاضر, فها هو المستقبل يدخل متاهة المجهول مرة أخرى, ذات المجهول الذي احترقت بنيرانه في زمن مضى ...
الحقيقة أن السبل قد ضاقت بي, الا سبيلا واحدا كلما ابتعدت عنه ردني القدر الى أحضانه التي ترتسم براثنا وأنيابا في مخيلتي, كأن الله يأبى لي الا أن أسير فيه, ولكن يبقى ذلك نظرية فلو كان ذلك صحيحا ولو أعلم مشيئة الله في أمري لامتثلت دون تردد. ربما قد حان الوقت لخيارات أخرى, ولكن يبقى ذلك رهنا بالظروف التي ستحيط بالأيام المقبلة وعسى ولعل أن نصل الى الخير في النهاية.
تقبلي مودتي معطوفة على حبي العميق مشطرة بقبلة عابرة للقارات.

المفتاح هو الصبر

أتظنين أني لا أكترث ؟
أو أني بعد كل هذا الوقت فقدت أي احساس بالواقعية وأي تخطيط للمستقبل ؟قد أكون قد خسرت أي طموح في الحياة وخسرت أهدافي التي وضعتها نصب عينيعندما كنت في الغربة, لكني مع هذه الخسارة لم أفقد مبالاتي بمستقبلنا ...
لم لا تقولين لي ما يجول في خاطرك ؟
لم لا تفصحين لي عن أمنياتك وتطلعاتك لمستقبلنا, فقد أسعى الى تحقيق بعض منها ؟ربما لم أعد كما كنت ...
لم أعد بذات الشاعرية والروحانية بعد أن كان الدهر كيده العظيم,فدمر جزءا من ذاتي التي كانت في يوم من الأيام ذاتا عزيزة عليك ...
الحقيقة أن قلبي قد اسود وقسى فلم يعد يرى نورا في هذا الممر الذي يرمز الى الحياة.ولكن مع ذلك, ما زلت أنتظر. لربما يظهر النور فتعود لي حياتي ونعود مجددا الى الأمل معا".
نعم اني مذنب بحقك.
اني مذنب لجعلك تعيشين الأحلام والأمل بالحب واللقاء, ولأني بذلت الكثير في سبيل مثاليتنا ثم تخليت عنها بعد ذلك, فربما تتساءلين لماذا قمت بذلك ان كان ذلك سيذهب سدى, ولماذا دفعتك الى عيش الأحلام والآمال ان كنت سأعتكف عن الحياة وأرفض أن أستمر في الوضع الذي أنا عليه ....
يحق لك أن تطرحي هذه التساؤلات والحقيقة هي أني لا أملك جوابا لأي منها. لهذا طلبت منك السماح في أيام خلت وما زلت. عندما تركت الغربة وعدت الى الوطن كنت عازما على انهاء الوضع الشاذ, ولكني أيقنت بعد ذلك أني لا أملك أية وسائل للقيام بذلك. فاني ان اعتكفت عن الحياة فذلك لن يضرهم شيئا ولن يحركهم ساكنا. لذلك جاء تركي للغربة عبثا فهو لم يحقق ما كنت أصبو اليه.وحتى الآن لا أدري ما العمل ...
رجاءا تحلي بالصبر, وكما وصانا الله, فلا تكرهي شيئا لعله خير لنا,ولا تحبي شيئا آخر لعله شر لنا ...
وفي النهاية لا يأتي الا ما أمر الله وما نشاء الا أن يشاء, وان ارتأيت غير ما أرتئي قولي لي, عسى أن نصل الى خير ما.

عقاب مكتسب

أتراك بعد الذنب تعاقبينني ؟
أم بعد الفراق قد عظمت لامبالاتك ؟
أم هي الحالة الغير اعتيادية التي دفعتك للاحجام عن كل رد على رسائلي ؟
أم هي الأسباب الثلاث في آن ؟
ربما لا أتوق كثيرا الى فك شيفرات هذه الأسئلة, فأنا الذي رفعت في يوم من الأيام العصيبة عندما مكر الزمن, شعار التواصل الروحي رغم مئات الأميال التي تفصل بيننا. وأنا الذي تلذذت بالصمت عندما شعرت أن الكلام لا يجدي, فربما كل ما في الأمر أنك وصلت الى ذات النتيجة في الحاضر. لم أعد أجيد الكلام والشعر ...
لربما الحقيقة الموجودة في لاوعيي هي أنني أكبت قدراتي الغزلية لحين أن يكشف القدر عن وجهك المتلألئ بقطرات الشوق مع بعض اللمسات من لون طول الانتظار ... أو على الأرجح أني في حالة تعب لانهائية كبتت الكلمات في جحرها فلم أعد أستطيع النطق بأهوائي (طبعا باستثناء كلام التذمر من مكر الزمن ).

على الرغم من كل ذلك, يبقى هذا الحب أعظم من كل كلمة. وحتى لو امتلكت القوة على الكلام, لكان الكلام عاجزا عن تحويله على الورق. فتبقى كلمة يتيمة تقال لأميرة ملكت قلبي : "بحبك من لغاليغ قلبي".