الخميس، 11 ديسمبر 2008

الخلق وتاريخ الانسان على الأرض

هناك عادة في وقتنا الحاضر وهي محاولة تطويع ما جاء في الكتب المنزلة لتناسب ما توصل اليه العلم حتى الوقت الحاضر, وذلك طبعا بهدف اضفاء صفة الحقيقة على كل تلك الكتب. ما يلي لا يندرج يقينا في هذا الاطار, بل سيكون محاولة لفهم بعض آيات كتاب المسلمين, مع التشديد على أن ذلك سيكون في ضوء اكتشافات علمية ثابتة وليس بتاتا في ضوء النظريات العلمية التي يمكن أن تتغير بتغير الزمن.
الاكتشاف المعني في هذا الموضوع هو اكتشاف بقايا لأنس أو بالأحرى مخلوقات قريبة من الانسان يعتبر العديد أن الأخير انما تطور منها عبر مراحل متعددة. أما الهدف فهو محاولة فهم بعض الآيات التي ربما كانت غامضة في الماضي وقد تكون جلية في الحاضر في ظل هذه الاكتشافات, والله أعلم.


أبدأ من خلال آيتين لهما معاني وأبعاد خفية ومهمة بنظري وهي :
لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم
ثم رددناه أسفل سافلين

تقول الثانية على لسان الله أنه قد رد الانسان الى الأسفل, ونستطيع أن نفهم منها الى حد ما أن الانسان قد رد الى الأرض, فالأرض بطبيعتها المعنوية قبل طبيعتها المادية هي في مستوى سفلي بالنسبة للسماء, كون آدم تبعا للرواية الدينية قد عوقب بالطرد من السماء والنزول الى الأرض.
والاستنتاج المهم الذي نستطيع أن نصل اليه هنا هو أن الانسان كان موجودا في الأرض قبل عملية الخلق بأحسن تقويم, كونه قد رد اليها. أما بالنسبة للآية الأولى فنستنتج منها بضوء الآية الثانية أن تلك العملية لا تعني بدء جنس الانسان تماما لأنه كان موجودا قبلها, اذا" هي تعني تحسين جنس الانسان وذلك واضحا في عبارة "أحسن تقويم". ويقول الكتاب على لسان الله في مكان آخر أن هذا المخلوق الجديد الذي هو انسان أكثر تطورا مما كان عليه في الماضي انما اسمه "بشر", تقول الآية بالتحديد :
اذ قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من طين
اذا" يمكننا القول الى حد ما أن الانسان قد يكون فعلا قد تطور من طبيعة قديمة متخلفة الى الطبيعة الحالية المتطورة, بفعل الهي يمكننا(مع الشدة على الكاف) من فهم ذلك التطور الى حد ما, فقد يكون من الصعوبة الاقرار بتطور كائن ما دون حصول حدث طارئ في بنيته شكل الشرارة التي ساهمت في بدء تطوره رويدا مع الزمن. في ضوء ما سلف يمكننا أن نصل الى نظرية أخرى تتعلق بذلك وهي أن الانسان القديم قد تزاوج مع الانسان الجديد ليمكنه ذلك مع الزمن من أن ينتقل عبر مراحل عدة الى طبيعة أسمى من التي كان عليها. ويبقى ذلك مجرد نظرية لكون نسل كائنين ذي طبيعة مختلفة عقيما غير قادر على التناسل فيما بعد على حد قول العلم, مما قد يطرح اشكالية تحد من فرص الانسان في التكاثر في ضوء النظرية السالفة, ولكن يبقى ذلك برأيي أكثر عقلانية من أي نظرية تقول بتطور كائن ما دون عامل محفز لهذا التطور, سيما وأنه لا بد من الرجوع الى فكرة الخلق للأصل الذي تطور منه الانسان وخلق الحياة بشكل عام, اذا ما أردنا أن نبرر وجود هذه الحياة تبريرا يكون الأقرب الى العقل من أية نظريات أخرى كتلك التي تعتمد على الصدفة.


وبالنهاية تجدر الاشارة الى أن كل ما ورد آنفا ما هو الا نظرية كونها عقلي في اطار ما نملك من معلومات وفي ضوء ما جاء في كتاب الله, وهي طبعا لا تعبر ضرورة عن حقيقة ما يقوله الدين الأصيل في الخلق, والتي قد لا يعلمها الا الله تعالى.

كتبت بتاريخ الثلاثاء 10 كانون الأول ديسمبر 2008

مناقشة الموضوع هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق