الجمعة، 26 يونيو 2009

رحل ملك البوب

رحل ملك البوب ...
وصل الخبر الى أعتاب آذان محبي مايكل جاكسون كالصاعقة, وربما الى أعتاب ادراكي أيضا.
قد صعقني الخبر ليس لأني من المعجبين المهووسين بالنجم الأميركي, بل لكوني من المتعاطفين مع النموذج الذي يمثله هذا النجم, نموذج المظلومين من قبل المجتمع البشري.
اليقين أنه بعد مرور ملك البوب في تاريخ البشرية, تكرست في فكري النتيجة التالية: "يخلق الله الانسان على صورته, فتحوله البشرية الى مسخ".
لا أعني حرفيا أن مايكل جاكسون أضحى مسخا في مرحلة من مراحل حياته, ولا أهدف الى ذمه بقدر ما أهدف الى تبيان جرم البشرية بحق هذا الانسان, وبحق العديد من البشر والأنعام بل بحق الأرض بأسرها.
نعم ... هذه هي البشرية التي أصبح شغلها الشاغل تحويل حياة البعض الى جحيم, وطبعا لا يقر البشر بذلك أبدا, لكنهم سيفعلون ذلك عندما تشهد عليهم حواسهم في يوم من الأيام, يوم لا ينفع الندم ولا يغني عنهم شيئا.

مايكل جاكسون هو ذلك الطفل الذي بدأ مشواره الفني بعمر الخامسة من عمره, ثم تصدر فرقة آل جاكسون في عمر الثامنة. انه ذاك الطفل الذي عانى في طفولته من عنف الذين يحيطون به, حتى أخذ العنف من نفسه جزءا لا يمكن أن تعوضه سنوات البشرية بأسرها بالملايين.
انه ذاك الشاب الذي تفتحت أعينه على العنصرية البغيضة في المجتمع الأميركي, حتى أضحى همه الوحيد أن يصبح أبيض البشرة, فأنفق على عمليات التجميل من أجل تحقيق هذا الهدف. والسؤال: من المسؤول عن رغبة كهذه ؟ طبعا انه المجتمع الأميركي الذي ارتكب الفظائع في ما مضى بحق غير البيض. انه المجتمع الذي لم يتعلم من أخطائه الا بعدما خسر رجالا من أمثال مارتن لوثر كنغ ومالكولم أكس, وحبذا لو أنه استفاق قبل تلك الخسائر.
مايكل جاكسون هو ملك البوب الذي أضحى مدار سخرية من قبل غيره من المشاهير من أصحاب النفوس الصغيرة ومن أصحاب الفواحش واللاأخلاقية, ولا حاجة لتسمية بعضهم هنا فهم معروفون.
انه ذاك المسلم الذي أسلم في آخر سنة من حياته, فزاد ذلك من سخرية البعض تجاهه لا سيما من اللادينيين الذين اتخذوا منه مطية للانقضاض على الاسلام والديانات.

باختصار مايكل جاكسون هو ضحية نفاقكم يا بني البشر, ومهما سعى البعض لتبجيله بصفته ملكا لفن اسمه البوب, تبقى أيام حياته جحيما عاشه بسبب الحاجة التي أضحى البشر غير قابلين للعيش من دونها, وهي تتخذ أشكال عديدة منها: الشر, النفاق, الغباء, الجهل, الكفر بالله والانسان, الجشع, والعهر.

مايكل جاكسون ... ارقد بسلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق