السبت، 8 نوفمبر 2008

كلمات أكتبها لنفسي

لكم هي مهيبة كلمة "المجهول" يلفظها اللسان خاشعا لابدا, ولكم هو عظيم أثر القدر في نفسي الهائمة الحائرة !!
اني أعجب من أولئك الذين يعرضون عن التفكير بمآثر القدر وخبايا المستقبل ويرفعون راية التلذذ بالحاضر ثانية ثانية, وأمقت متعتهم مقتا شديدا, بل اني لا أجد لذة تعادل الشعور بأمواج المجهول تتكسر على صخور قلبي الذي اصابه الدهر بجوع عظيم, فتتلاعب بدقاته أكثر مهارة من حور الجنان الفائقة الجمال وتشبعه في لحظة واحدة من هذا الشوق الغريب الذي يجتاح أركاني كما لم تفعل عقود الماضي بأكملها.
لن يبقى هذا الأثر على هوله طيلة الزمن, بل حتما ستقل صولاته وجولاته في نفسي مع الوقت. ولكني وعلى بعد يومين فقط من بداية العام الجديد المثقل بأماني الفتى وطموح الشاب والذي سيشهد ذروة ظلال المجهول في ظهيرة حياتي, أقف على طرف كثبة في عمق الصحراء وأنظر الى الأفق البعيد حيث يتصاعد الغبار بشكل عظيم على امتداد الأفق الى ما لا نهاية, وحيث يبدو الدهر متحمسا للقيام بصولته الكبيرة في وجه من تسلح بالايمان.

كلمات أكتبها لنفسي ان تساءلت في يوم من الأيام : "هل كان بامكاني أن أحقق الأفضل ؟",
ولتعلم أن القمة لم تكن أبدا صعبة المنال, ولكن بلوغها ما كان ليحصل الا ان أشرقت شموسي قبل أن يكيد الدهر, واذ بها لم تفعل.

ها هو الدهر الآن يكيد أكثر من أي وقت, وها قد أصبحت القمةمن أساطير الأولين, ولكن الشموس لن تنظفئ أبدا ما حييت, والرحلة لن تنتهي حتى أتجرع كل ما سكبته الحياة في كأسي.
فلتعلم أني ما عملت عملا الا بغية أن ترحل مطمئنة البال مرتاحة الضمير, وأنه ان سخط عليها انس فلا حول ولا قوة الا بالله.
أما بعد, فلم يبق الا الصبر ... والانتظار.
فان قرأت هذه الكلمات وقد نال منك الشيب, حظيت بحمدك وثنائك, ولكم يثلج قلبي هذا الحمد !! وعندها تفهم مغزى الصبر.

كتبت بتاريخ الجمعة 29 كانون الأول ديسمبر 2006

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق