السبت، 8 نوفمبر 2008

أحلام أثيرية

تفتحت عيناي على ضوء الشمس المتسلل من كوة الأمل, فتسارع تغريد الطيور الى أعتاب أذني مستقبلا القادم الجديد الى منزل اليقظة. يا لها من أحلام جميلة تلك التي تملأ ذهني آناء الليل !!
في الليلة الفائتة وجدت نفسي في سمرقند, لؤلؤة الشرق القديم وذكرى مجد الغابرين. تجولت في شوارعها واستمعت لشعرائها وفتنت بفتياتها. ما ألطف تلك الأطياف التي ما زالت عالقة بذهني مدغدغة حواسي, وما أعذبها على قلبي !!ولكم هي مؤلمة تلك الأشباح التي يلفها الغموض, والتي تتقاذف الأفكار في عقلي, كأنها تحاول أن تمحو الذكريات الباقية وتخنق الأصوات التي ما زالت تتردد أصداؤها في أعماقي السحيقة !!
قمت كعادتي الى الكوة واختلست النظر الى الطيور المحلقة في الفضاء والأزهار المتلألئة بقطرات الندى, والأشجار المتعانقة في قلب الطبيعة. فتألمت مرة أخرى لأني لا أستطيع أن أنساب من الكوة الى حيث ينبع الأمل وتجري سواقي البركة والسلام وتخمد براكين الهواجس. تألمت لأني كرهت صخب المتنافسين في زيادة قلقلة الكلمات, وضجيج الآلات التي تنتظرني اذا ما فتحت الباب. لكن لا بد من أن أفتحه, فالتوغل في أدغال الدنيا كان أمرا مقضيا.
لكن هذه المرة كان خروجي مختلفا ...
هبت نسمة غريبة من جهة الشرق ﺇرتعدت لها أوصالي.
وما هي ﺇلا لحظة حتى اهتزت الأرض تحت قدمي وسكنت أنفاس البشر من حولي فما عدت أسمع ﺇلا ولولة السماء ونحيب الطيور, ثم اجتاح الضباب المشهد والتصقت غشاوة بعيني فتحولت تقاسيم الطبيعة الى أطياف أكاد لا أميز منها شيئا.
وﺇذا هي صرخة واحدة ...
صرخة الحياة في دنيا الفناء, حملت صرخات مساكين الكون بأسره ﺇلى مسمع كل أنس وجان. فانتفضت من مكاني, وﺇذا بي روح بلا جسد كانت قد غطست في سبات عميق, حتى أفاقتها دغدغة الأنوار المنبعثة من كواكب الحكمة. ففتحت جناحي على وسعهما ثم انطلقت سابحا في الأثير,متسائلا اذا ما كنت لا أزال أحلم, واذا ما كنت سأفيق يوما ما, فأجد نفسي في حضرة الله, أسبح بحمده وأشكو اليه آلام الخلود ... وانعتاق الحدود.

كتبت بتاريخ الجمعة 17 تشرين الثاني نوفمبر 2006

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق