السبت، 8 نوفمبر 2008

الى خالق الكون - مقتطفات

الى الذي ملك القلوب وأذهل العقول,
الى الذي أدرك ما بان وخفي وكشف المعالم والأسرار, الى الذي اختفى عن الأنظار واحتجب عن الأبصار,
الى الذي خلق دون أن يخلق,
الى الذي تعالى عن كل ما خلق,
اليك أسلمت ولك أنبت وبك آمنت ...
(...........)
يا أيتها الأرواح السرمدية المنتظرة انقضاء الأجل,
يا أيتها الأرض الأبية المتعالية عن كل وجل,
يا أيتها النفوس الظمآنة التواقة الى الأمل,
يا أيتها السماء السخية المثقلة بكل حمل,
يا أيتها الأجنحة الخفية المرفرفة في الظلام,
يا أيتها الأنغام السحرية الناشدة روح الوئام,
يا أيتها الأحلام الوردية الحاضرة عند المنام,
يا أيتها الورود الزهية العابقة بعطر الأيام,
اشهدي على ما سأقوله وابتهلي بي,
فها أنا جئت لاجئا, هاربا من مكر الزمان,
طالبا سماحة النسيان, وسائلا أريحية الوجدان.
فاقبلي بي صديقا وخليلا, وتعطفي علي وأشفقي,
قد كان الزمن أعظم كفيلا, فأبشري ولا تقلقي.
ﺇشهدي أني قد تربعت على عرش الغربة ...
غربة عن كل ما في الدنيا من اللذات الى المال.
ﺇشهدي أني وضعت على رأسي تاج الوحدة ...
حتى ذابت دررها وجواهرها وانسكبت في الروح والعقل.
ﺇشهدي أني شربت من كأس الخيال ... حتى سكرت وتمايلت على أنغام الحياة وزغاريد الموت.

ﺇشهدي أني خيمت على شاطئ الحب, وما أرضى عنه بديلا.
ﺇشهدي أني استحممت في مياهه وتنشفت في رماله,
ثم نهضت فوجدت نفسي عاريا أمام قرص الشمس.
ﺇشهدي يا عزيزاتي أني لبست رداء الايمان, ولن أخلعنه أبدا ما حييت وما بقي الليل والنهار. ﺇشهدي أني عندما صنعت هذا الرداء, سكبت فيه روحي وأحلامي وآمالي,
وأني ما ولدت الا عندما ارتديته وما أحيا الا به.
يا أميرات الأثير اقبلي بي ضيفا وزائرا,
وأسعفيني بقدح سلام فقد ظمأت اذ طال المشوار ... لو تعلمين ما أثلجه على صدري وما ألطفه على نفسي.
أما بعد فاني أوصيك بالقادمين من بعدي,
أبشري بهم فما هم بطلاب عظمة أو مجد,
هم فرسان قد سلكوا رحلة طويلة الأمد,
رحلة ما تنتهي بالفناء ولا في اللحد,
بل بسكرة روح وبقبلة مطبوعة على الخد.

كتبت بتاريخ السبت 11 تشرين الثاني نوفمبر 2006

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق