السبت، 8 نوفمبر 2008

عاشوراء

هي ذكرى تذوب لها القلوب كل سنة وتخشع لها العقول. عاشوراء ... الشهادة الأسمى في سبيل الحق والاسلام.
قال أحد الشبان المسيحيين مرة : "في عاشوراء أعشق أن أكون شيعيا".
انها حقيقة حلوة ومرة في آن, أن عاشوراء أضحت مناسبة اجتماعية ثقافية شيعية ... حلوة لأنها تروج لثقافة الشهادة في سبيل الحق بهيبة ووقار, وتجمع المسلمين في المجالس في زمن الفرقة والتباعد. في هذا الوقت تتشح الدنيا بالسواد ويعلن البشر الحداد ...
تغطي عصبات "لبيك يا حسين" جبهات الأطفال, وتجهز السيوف لضرب الرؤوس وتسييل الدماء.
انه مهرجان مهيب شيعي بامتياز, يتمنى كل امرئ أن يشارك فيه سواء كان شيعيا أم لم يكن ... لكنها أيضا حقيقة مرة أن المناسبة أصبحت جماعية دون أن تكون فردية, يصطف الرجال على الأرض يستمعون الى الرواية المبكية فيجهشون في البكاء. أما من أحد منهم يجلس في الخلاء بعيدا عن أبصار الناظرين وآذان السامعين, وفي الصمت المطبق يتفكر في مصاب الحسين ويبكي بكاء الأطفال على خذلان الحق وانتصار الفجور على الاسلام ؟ أليس من المؤسف أن يعمد قوم الى الروايات المبكية التي قد تكون لا تمت الى الواقع بصلة, لحفظ قضية كقضية الحسين ؟ لقد شهدت عاشوراء سنينا عديدة, وكنت كالباقين أعيش أياما قليلة من الحداد ثم تسير القافلة بعد ذلك كأن شيئا لم يكن, وكم من مرة عمد بعض الذين شهروا السيوف وأسالوا الدماء, بعد الحداد الى أعمال غريبة عن عاشوراء وعن شهادة الحسين.

يا بني أمتي ...
نعم ... لقد كرهت عاشورائكم وما أبكي مع الباكين في الساحات والمجالس ... بل كرهت نفسي فيها عندما فشلت كل هذا الوقت أن أخترق مظاهر الحداد لأجد السلام في كربلاء, ففيها ملحمة أعطى فيها بطلها درسا للبشرية في الاسلام لله تعالى ورفض الخضوع للباطل.
لهذا أقول : لكم عاشورائكم ولي عاشورائي.

كتبت بتاريخ الخميس 1 شباط فبراير 2007

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق