السبت، 8 نوفمبر 2008

مساكين أنتم

مساكين أنتم يا معشر الكافرين ...
مساكين أنتم لأنكم تكذبون على أنفسكم وتنكرون ذلك ...
مساكين أنتم لأنكم تدافعون عن نسبكم للقرود وتتغنون بذلك ...
مساكين أنتم يا أبناء القرود ...
ماذا تريد من الانسان يا كافرا ؟؟ ماذا تبغي ﺇن دعوته الى الكفر ؟؟
نحن معشر المؤمنين نبعث في قلبه وهو على فراش الموت شوقا تذوب له القلوب وتحيا به الآمال.
نحن نرسم على وجهه ﺇبتسامة يختم بها مشواره الدنيوي, تتضاءل بها الآلام وتسقط معها الأثقال.
نحن نهمس في أذنيه وعد الله بأن الموت ليس فناءا بل هو مسرحية نلعب فيها نحن دور الأبطال.
فماذا تقدم له على فراش الموت غير الخوف والجزع ؟؟
خوف من الفناء وجزع من يوم الحساب.


ماذا تقدم للعاهرة التي تعيش الذل في كل ثانية من حياتها ؟؟
فالمؤمن يبعث اليها روحه مع الشفق لتتسلل الى غرفتها مع أشعة الشمس,
مواسيا ﺇياها في غمرة عارها ووحشتها.
المؤمن ينظر في عينيها ليقول بحزم : "لست هنا لتكوني عاهرة ... فلا تكوني كذلك.
عواهر هم الذين أضلوك وأقنعوك بالذل والخنوع ...
عواهر هم الذين مزقوا روحك وتقاسموا أشلاءها غذاءا لأرواحهم البشعة .
لا تقلقي فالايمان هو شجرة الروح,
فدعيني أغرس في قلبك بذرة من ﺇيماني فتنمو روحك من جديد ..."
أما أنت فماذا تفعل غير ملئها بحيواناتك المنوية القذرة وازدراء ما تبقى فيها من روح مهمشة ؟؟
ماذا تقدمون يا معشر الكافرين للانسانية غير عبودية الجسد ؟؟
ماذا تقدمون غير الذل والتقهقر ؟؟
الويل لكم من رعشة القدر ...
ماذا ستشفع لكم عبوديتكم عندما تطاح الأجساد الى مخلفات الكون ؟؟

مساكين أنتم ...
تتمردون على حكماء القدم بحجة تخلفهم عن الحضارة الحالية العتيدة.
فما هي سنة هذه الحضارة فيكم غير أسلحة الدمار والابادة ؟؟
بئس ما كان من حكمة فيها ... والله ﺇن أعظم من يدعون الحكمة منكم لا يبلغون منها مقدار ذرة من حكمة المسيح وسائر شعلات الهدى من أنبياء الله وأوليائه !!
هل منكم من يفدي دنياه في سبيل الانسان ؟؟
هل منكم من يمسح الألم عن جبهات المساكين ليولجه قلبه فيتحول نورا وهاجا تبشر به الانسانية ؟؟

مساكين أنتم ...
أتتغنون بالعقل ؟؟ فاسمعونا اذا ...
ندعوكم ﺇلى الايمان وتدعوننا ﺇلى الكفر ...
ندعوكم ﺇلى حرية الأرواح وتدعوننا ﺇلى عبودية الأجساد ...
ندعوكم ﺇلى الجمال وتدعوننا ﺇلى القباحة ...
ندعوكم ﺇلى نسب آدم أبو الانبياء وأول التوابين وتدعوننا ﺇلى نسب القرود وبئس هذا النسب ...
ندعوكم ﺇلى الخلاص وتدعوننا ﺇلى الهلاك ...
ندعوكم ﺇلى السلام وتدعوننا ﺇلى العذاب ...
ندعوكم ﺇلى الأمل وتدعوننا ﺇلى القنوط ...
ندعوكم ﺇلى النعيم وتدعوننا ﺇلى الجحيم ...
ندعوكم ﺇلى الطهارة وتدعوننا ﺇلى النجاسة ...
نحن ندعوكم لأننا نكترث لأمركم
ونشفق لمصائركم وأنتم تدعوننا لأنكم تمقتوننا وتحسدوننا.
أعاقل من ينصت اليكم ؟؟

مساكين أنتم ...
تدعون علم ما في النفوس وتتعالون وتتفاخرون,
ثم تشرعون في الكلام الذي لا طائل له وتحللون, ثم تدعون علم الحقيقة ...
لكنكم واهمون ... والله لا ترون ﺇلا ما تملي عليكم نفوسكم ...
ولا ترون ﺇلا مرآة عقولكم ...
قد أعمت الضلالة قلوبكم فأصبحتم صم بكم عمي لا تعقلون ...
دعونا نقتبس هوايتكم ... أتعلمون لماذا تدعوننا الى الكفر ؟؟
لأن ﺇيماننا يقض مضاجعكم ...
لأن فكرة الهدى تداعب قلوبكم القاتمة
فتصيب الظلام مصابا بالغا وتدميه فتتألمون ...
لأن شوقنا الى الرحيل يولد لديكم الحسد,
فأنتم تهابون الرحيل وتخشون المجهول ...
لأنكم لن تطمئنوا حتى نصبح سواءا فتزول الغيرة وينطفئ الحسد ...
لكننا قد اخترنا السبيل ...
فورب العالمين لن نصبح سواءا حتى تصبحوا في ملتنا ...
وتيقنوا أن المؤمنين والكفار عندما تنعتق الأرواح وتزغرد الحياة لا يتسوون ...

مساكين أنتم ...
لا تنصتون ولا تبصرون ...
يا أبناء الانسان أنصتوا الى قلوبنا فهي تنبض بالحياة وتضخ الايمان في عروقنا.
أنصتوا اليها جيدا فهي مثقلة بأثمارها ... فهلا قطفتم منها الأمل والسلام ...
يا أبناء الانسان أبصروا في عيوننا,
فقد فاضت حزنا على مصير الأرض ونحيب السماء ...
فهلا تنضمون الينا لنحضن الأرض ونواسي السماء ...

مساكين أنتم ...
مسكين هو الانسان ...
نحن نكترث لأمركم يا بني الأرض لكنكم لا تكترثون بنا ولا بأنفسكم ...
وما نجني من ﺇيمانكم ﺇلا تخفيف الألم الذي يسببه الانسان لأخيه الانسان ....
ﻓﺈن أعرضتم عن دعوتنا, فبحق ما تملكون من قيم هلا تعرضون عنا وتذرونا نعبد خالقنا ...
فهنيئا لكم كفركم ... وهنيئا لنا ايماننا ....

كتبت بتاريخ الخميس 30 تشرين الثاني نوفمبر 2006

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق