السبت، 8 نوفمبر 2008

يا قدر

يا ماردا قد جفلت له القلوب وخضعت له الأزمان, يا كاسرا قد هابته العقول واهتزت له الأبدان, يا هادما تضاءلت أمامه العروش وتبعثر عند قدميه البنيان, يا حاملا ألوية الحروب, يا من سقط في ساحته الفرسان, يا قاطنا أعالي البروج, يا من يقدم له القربان ...
ماذا خبأت يا قدر وماذا أخفيت ؟ ماذا خبأت تحت السنديانة القديمة وبين أغصانها ؟ ماذا خبأت وراء قرص الشمس وبين السحابات الثقال ؟ ماذا خبأت في ظلمات المحيط وفي أعالي الجبال ؟

أتذكر عندما تجليت أمامي عند الصخرة القائمة
وسط الصحراء ؟ لم أطلب منك الأماني ولم أسألك الأحلام. لم أبغ أن تهبني ممالك الأرض ولا جنات السماء, ولا أن تقلدني أوسمة أتفاخر بها ولا جواهر أتحلى بها.
رجوتك أن تفصح لي, فلم تفصح.
سألتك أن تشرح أيضا, فلم تشرح.
توسلت ﺇليك أن تضم جناحيك قليلا لعل النور ينساب, فتنبت به الورود وتزغرد له العصافير, لكنك أبيت ﺇلا أن تظل حاجب السماء في بلاط الكون.
فهلا أخبرتني ﺇلى متى ستظل الهواجس تحوم فوق رؤوسنا وتتكاثر شيئا فشيئا, فتحوك من الحاضر عالم الغريزة, وتنسج من المستقبل أشباحا عظيمة الغموض؟
يا مليك الظلام لا تحجب بركات الاله عن الأرواح الجميلة التي تترنم بها الأرض وتأمل بها السماء. يا جليلا, ﺇن لم تحمل لي أنغاما تتراقص بها الجداول الغناء, فاحملني على أجنحتك وخذني ﺇلى عالم النسيان, وامح ذكري عن كل لسان, فلا أكون حتى في ما كان.

كتبت بتاريخ الخميس 16 تشرين الثاني نوفمبر 2006

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق