السبت، 8 نوفمبر 2008

حلم وردي - مقتطفات

وجدت نفسي في يوم من الأيام أتمشى في وديان لبنان, فأتنقل من واد الى آخر بخفة الأشباح. كنت مبهورا بعظمة تلك الأمكنة التي تختزل بين صخورها ملاحم وبطولات, وتخبئ في باطن جبالها آلام شعوب سالفة وخبايا حضارات زائلة.
لكن سحر الطبيعة زال ما ﺇن وطئت وادي قاديشا حيث ترقد الأرواح الحالمة.
فقد عم الضباب المكان وهبت نسمات خفيفة باردة لفحت وجهي بغشاء بلوري.
وما هي لحظات ﺇلا وظهرت أميرتي من بين الصخور تتناثر بين يديها ذرات الضباب.
شاهدت في عينيها تلك النظرة التي لطالما زرعت الشوق في قلبي, لكنها ظلت صامتة وطيفها يتهادى من حولي.

لقد وصلتني كلماتك يا أميرتي ....
قد حملها الي نسيم الصباح أعاصيرا اجتاحت عالمي وزوبعت في داخلي ...
ماذا أقول لك غير أني شعرت بالذنب ...
لقد صدقت أن الكلام عاجز عن وصف هذه الحالة التي أعيشها. (.............)
ﺇني أتساءل الآن كيف تودعين من قد وجدت فيه صديقا وأبا, ومن قد اجتباه الله واياك دون عشاق الأرض بأسرها.
ألا يحظى هذا المسكين بغير سخطك على سذاجته وﺇنكارك للهفته ؟؟
ﺇن حكم قلبك بالوداع فلا بد أن يحظى على الأقل بزيارة أخيرة ... ما رأيك ؟؟
ﺇذا ما غط الكرى على جفنيك غدا في المساء, فاعلمي أني قد وصلت.
لن أقوم بأية مفاجآت, سأجلب معي بكل بساطة باقة ورود وقبلة ...
فأما الورود, فسأودعها مزهرية جمالك وعطرك كي تبقى زهية عابقة الى الأبد. أما القبلة, فسأترك لك حرية كتابة قصتها ورسم مشوارها في هذا العالم. ﻓﺈن شئتها على جبينك الناصع أصبحت فارسا في مملكة الطهارة. وﺇن شئتها على خديك المتوردين أضحيت أميرا في بلاط الرقة. أما ﺇن شئتها على شفتيك العذبتين ... فعسى أن يكون الله بعوني.
سآتي على جناح الليل فانتظريني يا أميرتي.

استفقت في الصباح على أشعة الشمس تدغدغ جفوني, فوجدتني في سريري وقد أصبح وادي قاديشا بعيدا آلاف الأميال ... أما أميرتي, فكنت أتخليها تكتب برحيق قلبها حكاية قبلة الوداع أو ربما ... قبلة اللقاء.

كتبت بتاريخ الاثنين 11 كانون الأول ديسمبر 2006

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق